أصدر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم الاثنين، تعليماته للجيش بالتصدي لمصادر النيران القادمة من الجانب السوري، عقب حادثة إطلاق نار أودت بحياة طفل وأصابت ستة آخرين.
يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر بين البلدين، بعدما اتهمت دمشق حزب الله باختطاف وتصـفية ثلاثة من جنودها، متوعدة برد حاسم.
رسائل سياسية وأمنية مزدوجة
تمثل أوامر الرئيس عون موقفًا حازمًا تجاه أي تهديد للسيادة اللبنانية، كما تعكس رسالة واضحة لحزب الله بضرورة احترام قرارات الدولة.
وتسعى بيروت لتجنب الانجرار إلى تصعيد إقليمي، في ظل محاولات سوريا استعادة استقرارها بعد سنوات من الاضطرابات.
اشتباكات واتهامات متبادلة
اندلعت التوترات مساء الأحد عندما دخل عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث قُتلوا إثر إطلاق نار من قبل مسلحين مرتبطين بشبكات تهريب.
تجددت الاشتباكات لاحقًا في منطقة الهرمل، حيث تعرضت بلدة حوش السيد علي لقصف مصدره الأراضي السورية.
دمشق وجهت أصابع الاتهام إلى حزب الله، متهمةً إياه بخطف الجنود وتصفيتهم داخل لبنان، وهو ما نفاه الحزب بشدة.
في المقابل، نشر الجيش اللبناني وحداته في المناطق الحدودية، وسلّم الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري في محاولة لاحتواء التصعيد.
انعكاسات إنسانية وإجراءات حكومية
أكد وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، أن القصف أدى إلى موجة نزوح في المناطق المتضررة، بينما شكلت الحكومة لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام لبحث تدابير تعزيز الأمن الحدودي ومكافحة التهريب، الذي يُعد أحد أبرز أسباب التوتر بين البلدين.
معابر التهريب… برميل بارود قابل للانفجار
تمتد الحدود اللبنانية-السورية عبر مناطق وعرة تكثر فيها المعابر غير الشرعية التي تُستخدم لتهريب السلع والأفراد والأسلحة.
وكانت دمشق قد أطلقت حملة أمنية الشهر الماضي لإغلاق هذه الطرق، متهمة حزب الله برعاية أنشطة التهريب والهجمات المسلحة في المناطق الحدودية.
موقف دمشق وتحذيرات دولية
في تصريحات من بروكسل، شدد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على أن بلاده لن تتهاون مع أي مساس بأمنها، متهمًا “جهات خارجة عن القانون” بتهديد استقرار المنطقة.
تُدخل هذه الأحداث العلاقة بين بيروت ودمشق في منعطف جديد محفوف بالمخاطر، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.