إمام أوغلو خلف القضبان.. هل يفتح اعتقاله طريقه إلى الرئاسة؟

فؤاد القاسمي24 مارس 2025آخر تحديث :
إمام أوغلو خلف القضبان.. هل يفتح اعتقاله طريقه إلى الرئاسة؟

تركيا على صفيح ساخن.. هل يشعل توقيف إمام أوغلو فتيل أزمة سياسية كبرى؟

تصاعدت حدة التوتر في تركيا بعد أن أصدرت السلطات قرارًا مثيرًا للجدل بتعليق مهام رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، وإيداعه السجن بتهم تتعلق بـ”الفساد”.

هذا التطور المفاجئ، الذي وقع الأحد، أشعل موجة احتجاجات غير مسبوقة، أعادت إلى الأذهان أحداث حديقة غيزي 2013، حين خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع رفضًا لسياسات الحكومة.

هل هو ملف قانوني أم تصفية حسابات سياسية؟

إمام أوغلو، الذي يُعد أحد أبرز المنافسين للرئيس رجب طيب أردوغان، نقل إلى سجن سيليفري غرب إسطنبول، حيث يقضي عقوبته برفقة متهمين آخرين.

في أول تعليق له بعد توقيفه، وصف إمام أوغلو التهم الموجهة إليه بـ”المفبركة وغير الأخلاقية”، متوعدًا بعدم الرضوخ لما أسماه “محاولات القضاء على الديمقراطية”.

وفي رسالة عبر محاميه نشرها على منصة إكس، قال:
هذا القرار لن يُثنينا، سنمحو وصمة العار هذه عن ديمقراطيتنا، والأيام القادمة ستكون حاسمة.

احتجاجات تجتاح البلاد.. والغضب يتصاعد

منذ لحظة توقيفه، تدفق عشرات الآلاف من المواطنين إلى ميدان سراي بورنو أمام بلدية إسطنبول، حاملين اللافتات المنددة بقرار السلطات، فيما امتدت المظاهرات إلى أكثر من 55  محافظة.

السلطات التركية ردت بقوة، حيث اعتقلت مئات المحتجين في تسع مدن كبرى، وفرضت قيودًا صارمة على التنقل إلى إسطنبول، وسط تحذيرات من تصاعد الموقف خلال الأيام المقبلة.

الملف يزداد تعقيدًا.. و2028 في الأفق

يتزامن توقيف إمام أوغلو مع فترة حساسة سياسيًا، إذ يخوض حزب الشعب الجمهوري انتخاباته التمهيدية لاختيار مرشحه الرئاسي لـانتخابات 2028.
وفي هذا السياق، صرّح زعيم الحزب، أوزغور أوزيل، قائلاً:
إمام أوغلو في طريقه إلى السجن، لكنه أيضًا في طريقه إلى الرئاسة.

المجتمع الدولي يراقب عن كثب

لم تتأخر باريس وبرلين في إدانة توقيف إمام أوغلو، وسط تحذيرات من رؤساء بلديات أوروبية كبرى من تداعيات هذه الخطوة على مستقبل الديمقراطية في تركيا.

إسطنبول.. المدينة التي صنعت إمام أوغلو

منذ فوزه المفاجئ برئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، أصبح إمام أوغلو أيقونة للمعارضة وأحد أبرز الأسماء التي تقلق حزب العدالة والتنمية.

اليوم، وبينما يُودع سجن سيليفري، تترقب تركيا مصيرًا مجهولًا، حيث تتحول قضية إمام أوغلو إلى اختبار حقيقي لمسار الديمقراطية في البلاد.

فهل سيكون توقيف إمام أوغلو نقطة تحول في المشهد السياسي التركي؟ أم أنها مجرد معركة أخرى في صراع طويل بين السلطة والمعارضة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة