هل ينجح المغرب في تحويل “جيتكس إفريقيا” إلى “بوابة قارية” لاقتصاد الذكاء الاصطناعي؟

أميمة القاسمي4 أبريل 2025آخر تحديث :
هل ينجح المغرب في تحويل “جيتكس إفريقيا” إلى “بوابة قارية” لاقتصاد الذكاء الاصطناعي؟

المغرب يُعلنها: “جيتكس إفريقيا” منصة لإطلاق “العملاق الرقمي” للقارة السمراء!

في تأكيد جديد على طموح المملكة بأن تصبح مركزًا رقميًا إقليميًا، كشفت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، اليوم الجمعة بالرباط، أن استضافة المغرب لفعاليات “جيتكس إفريقيا” ليست مجرد حدث عابر، بل هي تتويج لجهود متواصلة تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كقطب رقمي رائد في المنطقة، وذلك تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية.

مراكش.. قبلة التكنولوجيا العالمية”.. و”جيتكس إفريقيا 2025″ يُعيد تعريف المشهد الرقمي للقارة:

وخلال ندوة صحفية مُخصصة لتقديم هذه التظاهرة الضخمة، التي ستُقام في مراكش من 14 إلى 16 أبريل الجاري، أوضحت السغروشني أن نسخة 2025 من “جيتكس إفريقيا” تُمثل نافذة سنوية فريدة يُطل منها العالم على المواهب والإمكانات الرقمية والتكنولوجية الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية.

وتهدف هذه النسخة بشكل خاص إلى تعزيز مكانة القارة كفاعل أساسي ومؤثر في المشهد التكنولوجي العالمي، وذلك من خلال التركيز العميق على تطوير البنية التحتية الرقمية، واستكشاف أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على أحدث الابتكارات التقنية التي تُعيد تشكيل مستقبلنا.

قمة مستقبل التغطية”.. منصة حوار استراتيجي لرسم “خريطة رقمية” جديدة لإفريقيا:

وفي سياق متصل، أشارت الوزيرة إلى أن “قمة مستقبل التغطية في إفريقيا” تُعد من أبرز المستجدات التي ستحملها نسخة هذا العام من “جيتكس إفريقيا-المغرب 2025”.

هذه القمة المرموقة ستجمع تحت مظلتها أهم الفاعلين والقيادات في مجالات الاتصالات، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات، بهدف تبادل الرؤى وتوحيد الجهود.

وأضافت أن هذه القمة ستناقش بعمق تأثير التوسع الهائل في شبكات النطاق العريض، وإطلاق تقنيات الجيل الخامس (5G) التي تُبشر بعصر جديد من الاتصال فائق السرعة، بالإضافة إلى استكشاف آفاق التطورات السحابية التي تُغير طريقة عمل المؤسسات والأفراد.

كما ستركز القمة على تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، بهدف رسم ملامح واضحة ومستدامة للبنية الرقمية المستقبلية للقارة الإفريقية.

استوديو الجالية الإفريقية”.. منصة لتوحيد “العقول المهاجرة” وتحفيز الاستثمار العابر للحدود:

وكشفت السغروشني عن إطلاق مبادرة مبتكرة خلال هذه النسخة، وهي “استوديو الجالية الإفريقية بالعالم”. هذا الفضاء الفريد سيكون بمثابة منصة مركزية لتوحيد جهود الكفاءات الإفريقية المنتشرة حول العالم، بهدف تحفيز الاستثمارات البينية وإبرام شراكات اقتصادية وتكنولوجية عابرة للحدود، واستغلال خبرات هذه الكفاءات في خدمة التنمية الرقمية للقارة.

أرقام قياسية” تُؤكد جاذبية “جيتكس إفريقيا”.. و”المغرب” في قلب المشهد التكنولوجي العالمي:

وأفادت الوزيرة بأن عدد الشركات الناشئة المشاركة في نسخة هذا العام من “جيتكس” سيشهد قفزة نوعية ليصل إلى أكثر من 1400 شركة وشركة ناشئة، بعد أن كان أكثر من 400 شركة ناشئة فقط في النسخة الأولى.

كما توقعت ارتفاع عدد الزوار من أكثر من 32 ألف زائر في النسخة الأولى إلى أكثر من 45 ألف زائر هذا العام، قادمين من أزيد من 130 بلدًا حول العالم.

وأشارت إلى أن أكثر من 650 مؤسسة حكومية ستُسجل حضورها، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 350 مستثمرًا وما يزيد عن 660 متحدثًا بارزًا من مختلف أنحاء العالم.

قطاعات استراتيجية” تحت الأضواء.. و”شراكات مُبتكرة” لتسريع الاندماج الرقمي للقارة:

وأوضحت السغروشني أن نسخة هذا العام ستُتيح فرصة استثنائية لإبراز قطاعات إستراتيجية حيوية مثل تكنولوجيا التعليم (EdTech)، والتكنولوجيا الزراعية (AgriTech)، والتكنولوجيا الصحية (HealthTech)، والتكنولوجيا الرياضية (SportsTech)

ومن المتوقع أن تشهد هذه القطاعات إبرام شراكات فاعلة ومُبتكرة تُساهم في تسريع عملية دمج القارة الإفريقية في الاقتصاد الرقمي العالمي، واستغلال التكنولوجيا في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

“Morocco 200”.. مبادرة لدعم “رواد الأعمال المغاربة” وتعزيز حضورهم الدولي:

وقالت الوزيرة: “إيمانًا منا بأهمية دعم الشركات المغربية الناشئة وتعزيز حضورها في الفعاليات الدولية بما يُساهم في إشعاعها القاري والدولي، أطلقت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة مبادرة (Morocco 200) في نسختها الثانية، والتي ندعم بموجبها 200 شركة مغربية ناشئة، من خلال التكفل بـ 90 في المائة من مصاريف مشاركتها بمعرض (جيتكس)، وذلك بعد أن تم انتقاؤها وفق معايير واضحة”.

زخم تكنولوجي هائل” في المغرب.. و”الذكاء الاصطناعي” يقود “عقدًا رقميًا جديدًا” لإفريقيا:

من جهتها، أشادت الرئيسة المديرة العامة لشركة “كون العالمية” (KAOUN International)، تريكسي لوه ميرماند، بالزخم الكبير الذي تعرفه المنظومة التكنولوجية المغربية، مُسلطة الضوء بشكل خاص على الشركات الناشئة المحلية الـ 300 المشاركة في نسخة هذا العام.

وأشارت إلى أن أكثر من 40 بالمائة من الشركات الحاضرة تقترح حلولًا مُبتكرة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يدل بوضوح على انتقال إفريقيا إلى عقد تكنولوجي جديد، يُعتبر فيه الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للنمو والابتكار.

وأضافت أن هذه الدينامية القوية تضع المغرب في قلب الأجندة التكنولوجية العالمية، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي رافعة أساسية لتعزيز السيادة والتنافسية للدول والمدن والقارات.

انفتاح دولي” و”معايير عالمية”.. و”جيتكس إفريقيا” محفز استراتيجي لـ”اقتصاد الذكاء الاصطناعي” في المغرب:

وشددت السيدة لوه ميرماند على الأهمية القصوى للانفتاح الدولي وتبني المقارنة المعيارية التكنولوجية، لافتة إلى أنه مع حضور أكثر من 350 مستثمرًا، نصفهم من الخارج وربعهم يكتشفون المغرب لأول مرة، أصبح معرض “جيتكس إفريقيا” منصة لا محيد عنها للتشبيك والنمو، وفرصة استثنائية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

كما أكدت الرئيسة المديرة العامة لشركة “كون العالمية” ضرورة إتقان الشركات المغربية الناشئة لقابلية التوسع وتدبير الموارد بكفاءة عالية والتفكير في التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، معتبرة أن “جيتكس إفريقيا” قد أضحى محفزًا إستراتيجيًا لجعل المغرب بوابة قارية حقيقية لاقتصاد الذكاء الاصطناعي، ومركزًا إقليميًا للابتكار التكنولوجي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة