هل يصبح المغرب مركزًا رقمـيًا في إفريقيا أم تعيقه فجوة البنية التحتية؟

أميمة القاسمي7 أبريل 2025آخر تحديث :
هل يصبح المغرب مركزًا رقمـيًا في إفريقيا أم تعيقه فجوة البنية التحتية؟

المغرب في مؤشر الجاهزية التكنولوجية 2025: مكاسب واعدة وسط تحديات رقمية

رغم احتفاظه بالمرتبة 67 عالميًا في مؤشر الجاهزية للتكنولوجيات المتقدمة الصادر عن الأونكتاد لسنة 2025، يواصل المغرب خطوته الثابتة في مضمار التحول الرقمي، معزّزًا رصيده في عدد من المؤشرات الفرعية التي ترسم ملامح مستقبل تكنولوجي واعد.

رأس المال البشري يمهد الطريق

تقدّم المغرب في مؤشر رأس المال البشري بفضل تحسن مستوى التمدرس وارتفاع نسب التوظيف في مجالات تتطلب مهارات تقنية عالية.

هذا التحول يعكس دينامية جديدة في نظام التعليم وسوق العمل، مع تركيز واضح على المهارات الرقمية التي أصبحت عملة المستقبل.

تمويل محفز للابتكار

على صعيد التمويل، حقق المغرب قفزة نوعية باحتلاله المرتبة 33 عالميًا، مدعومًا بتطور واضح في التمويل الموجه للقطاع الخاص.

هذه النتيجة تؤشر على بيئة مالية أكثر انفتاحًا على دعم التكنولوجيا والابتكار داخل النسيج الاقتصادي المحلي.

البنية التحتية.. الحلقة الأضعف

غير أن البنية التحتية الرقمية لا تزال تشكل نقطة ضعف بنيوية، إذ جاء ترتيب المغرب في المرتبة 88 عالميًا.

ضعف سرعة الإنترنت، ومحدودية الخدمات الرقمية، ونقص الاستثمار في البحث والتطوير جعلت البلاد تتراجع إلى المرتبة 42  في هذا المجال، رغم الطاقات الواعدة المتوفرة.

جيل رقمي صاعد

لكن في الجانب المضيء، يكشف التقرير عن نمو بنسبة 35% في عدد المطورين والمبرمجين بين 2022 و2023، وهي نسبة تنافس بلدانًا رائدة كالهند وهونغ كونغ.

هذا المعطى يعكس زخمًا شبابيًا متصاعدًا في عالم الرقمنة، مع إمكانيات هائلة لدعم الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال.

موقع استراتيجي وآفاق إقليمية

يحظى المغرب بموقع جغرافي يؤهله للعب دور المحور الرقمي في شمال إفريقيا، بفضل شبكة كابلات الألياف البصرية التي تربطه بأوروبا.

كما يتقدم إلى جانب مصر على المعدل العالمي في مؤشري تبني وتطوير الذكاء الاصطناعي، ما يعزز مكانته كفاعل صاعد في المشهد الرقمي الإقليمي.

الهيمنة الرقمية العالمية تُهدد التوازن

لكن رغم هذا الزخم، يواجه المغرب تحديات مشتركة مع الدول النامية، أبرزها هيمنة الشركات التكنولوجية الكبرى على 80% من البنية التحتية العالمية للحوسبة السحابية. واقع يضعف من فرص التنافسية ويعمّق الفجوة الرقمية.

خارطة طريق رقمية جديدة

يدعو تقرير “الأونكتاد” إلى بناء رؤية وطنية شاملة ترتكز على:

  • الاستثمار النوعي في التعليم والتكوين المستمر؛
  • تطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع تغطية الإنترنت عالي السرعة؛
  • تبني إطار قانوني مرن يدعم الابتكار ويحمي الخصوصية ويراعي القيم الأخلاقية في عالم الذكاء الاصطناعي.

العنصر البشري… مفتاح التحول

ويخلص التقرير إلى أن رهان المغرب الحقيقي ليس فقط على التكنولوجيا، بل على العنصر البشري.

فالمستقبل الرقمي لن يُبنى بالأدوات فقط، بل بالكفاءات التي تبتكر، تُبدع، وتحوّل التكنولوجيا إلى قيمة مضافة داخل المجتمع والاقتصاد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة