في تحليل “يكشف المستور” لحركة التجارة الدوائية، أظهرت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” أن اعتماد المغرب على “صيدليات أوروبا” يتزايد، حيث قفزت وارداته من المنتجات الطبية والصيدلانية من دول الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 559 مليون يورو في عام 2024، مُسجلة ارتفاعًا “مقلقًا” مقارنة بعام 2023 الذي بلغت فيه الواردات 482 مليون يورو تقريبًا.
“‘نزيف’ الصادرات يُعمق ‘جراح’ العجز التجاري”: المغرب ‘خارج المنافسة’ في سوق الأدوية الأوروبية!”
على الضفة الأخرى، لم تستطع صادرات المغرب من المنتجات الطبية والصيدلانية نحو الاتحاد الأوروبي تجاوز حاجز الـ 20 مليون يورو خلال العام الماضي، مُتراجعة طفيفًا عن 21.2 مليون يورو في سنة 2023.
هذا التفاوت “الصارخ” يُعمق “جراح” العجز التجاري المستمر في هذا القطاع الحيوي، ويضع علامات استفهام حول قدرة المملكة على تطوير صناعة دوائية قادرة على المنافسة.
“‘قوة أوروبية ضاربة’ في سماء الأدوية العالمية”: ‘صادرات قياسية’ و’فائض تجاري تاريخي’ يُرسخ ‘هيمنة’ الاتحاد!”
في المقابل، حقق الاتحاد الأوروبي “قفزة نوعية” في صادراته من المنتجات الطبية والصيدلانية، مُسجلًا نموًا “هائلاً” بنسبة 13% خلال عام واحد، ليُلامس حجم صادراته الإجمالي عتبة الـ 313 مليار يورو.
وعلى النقيض، كان ارتفاع واردات الاتحاد من هذه المنتجات “طفيفًا” بنسبة 0.5% فقط، لتستقر عند حوالي 120 مليار يورو.
هذا الأداء “الاستثنائي” مكّن الاتحاد الأوروبي من تسجيل فائض تجاري “غير مسبوق” بلغ 193.6 مليار يورو في قطاع المنتجات الطبية والصيدلانية، وهو أعلى مستوى يتم رصده منذ بدء تدوين هذه الإحصاءات.
“‘ألمانيا’.. ‘عملاق التصدير الدوائي’ في أوروبا”: و’إيرلندا وبلجيكا’ تُنافسان على ‘الوصافة‘!”
تتربع ألمانيا على عرش مُصدري المنتجات الطبية بين دول الاتحاد الأوروبي، بصادرات تُقدر بنحو 68 مليار يورو، تليها إيرلندا بـ 56 مليار يورو، ثم بلجيكا بـ 41 مليار يورو.
وبرزت ألمانيا إلى جانب بلجيكا وهولندا كأكثر الدول استيرادًا للمنتجات الصيدلانية من خارج الاتحاد، مما يعكس دورها المحوري في توزيع الأدوية داخل القارة.
“‘الولايات المتحدة’.. ‘الزبون الأول’ للأدوية الأوروبية”: و’سويسرا وبريطانيا’ في ‘المرتبة الثانية والثالثة‘!”
على صعيد الشراكات التجارية، كانت الولايات المتحدة الوجهة الرئيسية لصادرات الاتحاد الأوروبي من الأدوية والمنتجات الطبية، بحصة سوقية بلغت 38%، أي ما يعادل أكثر من 119 مليار يورو.
وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية بصادرات بلغت 51.3 مليار يورو، تلتها المملكة المتحدة بـ 18 مليار يورو، مما يؤكد قوة العلاقات التجارية بين هذه الأطراف في قطاع حيوي.
تحديات المغرب وطموحات أوروبا: ‘أرقام’ تكشف ‘فجوة’ وتستدعي تحركًا عاجلًا لتطوير الصناعة الدوائية الوطنية!
تُسلط هذه الأرقام “ضوءًا كاشفًا” على التحديات “العويصة” التي تواجه المملكة المغربية في تطوير قطاعها الطبي والصيدلاني وتقليص الفجوة التجارية “المُقلقة” مع شركائها الأوروبيين.
وفي المقابل، يعكس الأداء الأوروبي “المتفوق” قوة السياسات الصناعية والاقتصادية التي تدعم هذا القطاع الحيوي على الصعيد العالمي، ويُحفز المغرب على “الاقتداء” بهذه النماذج لتحقيق “الاكتفاء الذاتي” و”تعزيز تنافسيته” في هذا المجال الاستراتيجي.