في واقعة غير مألوفة بهذا الحجم داخل أوروبا، فوجئ سكان إسبانيا والبرتغال، ظهر الإثنين، بانقطاع شامل ومفاجئ للتيار الكهربائي، أثار ارتباكًا واسعًا في الحياة اليومية وطرح تساؤلات عن جاهزية البنى التحتية للطاقة.
أول بيان رسمي يكشف اتساع نطاق العطل
شركة الكهرباء البرتغالية خرجت ببيان مقتضب لتؤكد حدوث “انقطاع واسع النطاق“ شمل كامل شبه الجزيرة الإيبيرية، بما فيها أجزاء من جنوب فرنسا.
أما نظيرتها الإسبانية، فنبّهت إلى أن عودة التيار إلى الوضع الطبيعي قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات، وهو ما ينذر بتداعيات لوجستية واقتصادية محتملة، لا سيما في المدن الكبرى.
عندما تغرق المدن في الظلام: أبرز الانقطاعات في الذاكرة العالمية
هذا العطل المفاجئ يعيد إلى الأذهان سلسلة من الانقطاعات التاريخية التي شهدها العالم، والتي أثبتت هشاشة شبكات الطاقة في مواجهة بعض الأخطاء التقنية أو الضغوط المفاجئة:
🔹 1965 – الولايات المتحدة وكندا:
ليلة 9 نوفمبر تحوّلت إلى كابوس حقيقي بعدما غرقت 8 ولايات كبرى من الشمال الشرقي الأمريكي، إلى جانب أونتاريو الكندية، في ظلام تام لقرابة 13 ساعة.
السبب؟ خطأ بشري أدى إلى تحميل زائد على شبكة الكهرباء في نيويورك.
🔹 2003 – إيطاليا:
في 28 سبتمبر، انقطع التيار عن أكثر من 55 مليون شخص بعد خلل في الإمدادات القادمة من فرنسا وسويسرا، ما مثّل أسوأ عطل كهربائي عرفته البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
استعادة الكهرباء تطلّبت 18 ساعة كاملة.
🔹 2015 – تركيا:
واحدة من أوسع الانقطاعات في التاريخ الحديث، حين توقفت الكهرباء فجأة في عموم البلاد، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة.
الخسائر الاقتصادية قُدّرت بـ700 مليون دولار، والسبب يعود إلى خلل تقني معقد وفصل وقائي عن الشبكة الأوروبية.
🔹 2019 – أميركا الجنوبية:
في 16 يونيو، فقدت الأرجنتين وأجزاء من أوروغواي وباراغواي الكهرباء بشكل مفاجئ، مما شلّ الحياة العامة لأكثر من 50 مليون شخص.
تم استعادة التيار تدريجيًا في المساء بعد تدخل طارئ.
هل نحن أمام خلل عرضي أم أزمة هيكلية؟
حتى اللحظة، لم تُعلن الحكومتان الإسبانية والبرتغالية عن السبب الفعلي لهذا الانقطاع الواسع.
غير أن حجم التأثير يفتح الباب لأسئلة جوهرية حول صلابة الشبكة الكهربائية الأوروبية في وجه الضغط المتزايد على الموارد الطاقية.
هل هو حادث طارئ معزول؟
أم مؤشر على حاجة ملحة لإعادة هيكلة البنية التحتية للطاقة؟
الأيام القادمة وحدها ستحمل الجواب.