في تقرير حديث يستند إلى بيانات مشروع الرصد الإعلامي العالمي (GMmp)، كشفت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) عن استمرار الفجوة الصارخة في تمثيلية النساء داخل المشهد الإعلامي المغربي، رغم تسجيل تحسن طفيف خلال السنوات الأخيرة.
🔹 الإعلام تحت قبضة الصوت الذكوري
ما زال زمن الكلمة في البرامج الإخبارية يُهيمن عليه الرجال بشكل لافت، إذ استحوذوا سنة 2024 على 82% من وقت الكلمة، مقابل 18% فقط للنساء.
ورغم أن النسبة تحسنت مقارنة بسنة 2010 (16%)، فإن الصورة لا تزال غير متوازنة، وتزداد انحيازًا في المحطات الانتخابية، حيث بلغت حصة الرجال 91% في انتخابات 2011 و81% في انتخابات 2021.
🔹 النساء كمصادر للمعلومة… حضور محتشم وغير مؤثر
تحليل حضور النساء كمصادر إخبارية يكشف هشاشة التمثيل:
في دراسة مشتركة بين HACA وGMmp سنة 2020، لم تتجاوز نسبة النساء في الأخبار 25.7%، مع تفاوت واضح حسب نوع الوسيلة:
- التلفزيون: الأكثر “انفتاحًا” نسبيًا، بنسبة 22%.
- الإذاعة: الأقل تمثيلية، بنسبة لا تتعدى 13%.
والمثير للقلق، أن وتيرة التحسن الحالية توحي بأن تحقيق التوازن لن يحدث قبل عام 2087، إن لم تُتخذ إجراءات ملموسة.
🔹 الخبير رجل… والمرأة للتجارب الشخصية فقط؟
بيانات 2020 تفضح واقعًا غير متكافئ في كيفية تقديم النساء والرجال إعلاميًا:
- الرجال هيمنوا على صفات “خبير” و”ناطق رسمي” بنسبة 82% و95% على التوالي.
- النساء يظهرن غالبًا كشاهدات على أحداث أو معبّرات عن الرأي العام، لا كمُنتِجات للمعرفة أو صانعات قرار.
🔹 الصورة لا تكذب: عدسة الإعلام منحازة
التمييز لا يقتصر على الكلمة، بل يمتد إلى الصورة.
في عام 2020، ظهر الرجال في الصور الصحفية بمعدل 2.45 مرة أكثر من النساء. أما في 2025، فقد ارتفعت الفجوة بشكل مقلق: 88% من الوجوه الظاهرة إعلاميًا كانت لرجال، مقابل 12% فقط لنساء، أي بفارق 7.3 مرات.
🔹 معركة التوازن لا تزال في بدايتها
رغم المؤشرات الإيجابية الطفيفة، لا تزال المساواة بين الجنسين في الإعلام المغربي حلمًا مؤجلاً.
تحقيق تحول حقيقي يتطلب إرادة إعلامية وسياسية واعية، وإصلاحات جذرية تُعيد صياغة العلاقة بين النساء والفضاء الإعلامي، ليس فقط كمستقبِلات، بل كمُنتِجات ومُؤثرات في الخطاب العام.
فهل يشهد الإعلام المغربي قفزة نوعية في تمثيلية النساء؟
أم يستمر الدور النسائي في الهامش؟
الأجوبة مرهونة بسرعة التحرك… وجرأة التغيير.