في قلب القطب الشمالي الأميركي، وتحديداً في قاعدة إلميندورف الجوية، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول مواجهة مباشرة بينهما منذ تصاعد الحرب الأوكرانية. المكان ليس عادياً؛ هذه القاعدة كانت لعقود عين واشنطن المراقبة لتحركات موسكو. اليوم، تتحول إلى منصة دبلوماسية مشحونة بالتوتر والتوقعات.
ترامب: “لن يعبث معي“
عشية اللقاء، رفع ترامب سقف التصريحات، مؤكداً أنه سيعرف خلال “الدقائق الخمس الأولى” ما إذا كان الاجتماع سيؤدي إلى اختراق أو سينهار سريعاً. قالها بلهجة حاسمة: “أنا رئيس، لن يعبث معي”. لكن خلف هذا التحدي، تلوح ظلال قلق أوروبي من أن يستدرج بوتين ترامب نحو تسوية تفرض شروطها على أوكرانيا.
أوكرانيا خارج الطاولة… مؤقتاً
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يُدعَ إلى قمة ألاسكا، واعتبرها “مكافأة لبوتين”. رفض أي تنازل في ملف الأراضي، مؤكداً أن بلاده ستظل على موقفها الثابت. ترامب من جانبه تعهّد بألا يبرم أي اتفاق دون إشراك كييف في اجتماع ثلاثي لاحق، لكنه لم يُخفِ أن كلمة “تقاسم” ليست بالضرورة سيئة، في إشارة مثيرة للجدل حول الأراضي المتنازع عليها.
موسكو ترحب… بحذر
الكرملين أعلن أنه لا يتوقع توقيع اتفاقات اليوم، محذراً من التسرع في الحكم على النتائج. بوتين، مع ذلك، أشاد بـ”الجهود الأميركية الصادقة” لوقف الحرب، وفتح الباب لاحتمال التوصل إلى تفاهمات حول ضبط الأسلحة النووية. هذه الزيارة، الأولى له إلى دولة غربية منذ بدء الحرب في 2022، تحمل رمزية سياسية لا تخطئها العين.
ميدان الحرب لا يهدأ
بينما تجري المحادثات، تواصل روسيا تقدمها في أوكرانيا، مسجلة أكبر اختراق ميداني منذ أكثر من عام، بعمق 10 كيلومترات في جبهة دوبروبيليا–دروجكيفكا. كييف أصدرت أوامر إخلاء للعائلات، فيما تسلمت دعماً عسكرياً أميركياً ممولاً أوروبياً بقيمة 1.5 مليار دولار. المشهد على الأرض يعكس واقعاً مغايراً لطاولة التفاوض: الحرب تمضي بلا توقف.
اختبار الإرادات
قمة ألاسكا، رغم رمزيتها، ليست سوى محطة أولى في اختبار إرادات معقد بين واشنطن وموسكو، حيث يتقاطع الصراع العسكري مع رهانات سياسية عابرة للقارات. ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من الحرب، أو يكرس جموداً دبلوماسياً جديداً.