في خطوة مفاجئة تُعبّر عن التبدلات الجذرية في المشهد السياسي السوري، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، يوم السبت 3 ماي 2025، أن السلطات السورية أقدمت على اعتقال أمينها العام، طلال ناجي، في تطور يُنذر بتداعيات إقليمية متشابكة.
🔹 اعتقال ناجي… انعكاس مباشر لتغير قواعد اللعبة في دمشق
القرار الذي يأتي بعد أقل من خمسة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، يُعد مؤشرًا صارخًا على التوجهات الجديدة للسلطة الحاكمة في دمشق، التي يبدو أنها تسعى لإعادة ترتيب أوراقها السياسية والعسكرية، بدءًا من الفصائل الحليفة التي كانت حتى وقت قريب تعتبر شريكًا استراتيجيًا.
القيادي عبد الهادي النشاش، عضو اللجنة المركزية للجبهة، أكد الخبر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قائلاً:
“السلطات السورية تعتقل الدكتور طلال ناجي، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.”
🔹 من خلافة جبريل إلى زنزانة النظام الجديد… ناجي في واجهة الأحداث
يُعد طلال ناجي من الوجوه البارزة في المشهد الفلسطيني السوري. تولى الأمانة العامة للجبهة خلفًا للمؤسس أحمد جبريل، المعروف بـ”أبو جهاد”، بعد وفاته في 2021، ليصبح رمزًا لاستمرارية الخط المقاوم من داخل الأراضي السورية.
🔹 حملة ممنهجة أم تصفية حسابات؟
مصادر متطابقة تؤكد أن اعتقال ناجي لم يكن حالة معزولة، بل يأتي ضمن حملة أمنية شاملة تستهدف قيادات فلسطينية مقيمة في سوريا.
تقارير إعلامية، من بينها صحيفة “إسرائيل اليوم”، تربط هذه التحركات بمفاوضات غير معلنة بين دمشق وواشنطن، تسعى الأخيرة من خلالها إلى تفكيك شبكات المقاومة الفلسطينية كشرط أساسي لرفع العقوبات وإعادة تأهيل النظام السوري دوليًا.
🔹 لحظة مفصلية في العلاقات الفلسطينية – السورية
هل يشكّل هذا الاعتقال بداية مرحلة جديدة من الفتور وربما القطيعة بين دمشق والفصائل الفلسطينية؟
وهل نحن أمام إعادة رسم للخريطة السياسية داخل سوريا تُنهي عقودًا من التحالفات التاريخية؟
الأسئلة كثيرة والإجابات قد لا تطول… الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، والملف الفلسطيني – السوري يدخل نفقًا سياسياً معقدًا لا يُعرف بعد إلى أين سيفضي.