أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يتصدر المشهد العالمي كمركز ناشئ لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بفضل مؤهلاته الاستثنائية وموقعه الاستراتيجي، ما يجعله مرشحًا قويًا لتزويد الأساطيل البحرية بوقود نظيف بأسعار منافسة تقل عن كلفة الغاز الطبيعي المسال.
تكامل الطاقة والمعادن في قلب التحول المستدام
خلال مداخلتها في الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا بمدينة مرسيليا، شددت الوزيرة على ضرورة الربط بين الطاقة والمعادن في معادلة التحول الطاقي، موضحة أن المغرب يتبنى مقاربة شاملة تدمج سلسلة القيمة المعدنية ضمن اختصاصات الوزارة.
وأشارت بنعلي إلى أن المملكة، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، تعمل على تحديث معايير الاستدامة واعتماد شهادات ESG للمعادن الاستراتيجية، في إطار رؤية “السوبر-ريجيون” الممتدة من كازاخستان إلى جنوب إفريقيا، مرورًا بالمغرب، لتعزيز التكامل الصناعي والاقتصادي.
المغرب.. محور إقليمي للطاقة الخضراء والمعادن الحيوية
أوضحت بنعلي أن المغرب يرسّخ مكانته كمركز إقليمي للطاقة المتجددة والمعادن الاستراتيجية، بما يتماشى مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تعميق الاندماج الإفريقي وبناء جسور طاقية وتجارية فعالة تربط بين القارتين.
كما أعلنت أن المملكة تستعد للكشف عن إطار مرجعي وطني موحّد للاستدامة في قطاع المعادن، وذلك خلال المؤتمر الوطني المقبل حول المناجم.
استثمارات استراتيجية تعزز ريادة المغرب في الطاقة النظيفة
على مدى عقدين، ضخ المغرب استثمارات ضخمة في البنية التحتية الطاقية، مما أتاح له إنتاج كهرباء متجددة تنافسية تُعد من بين الأرخص عالميًا، إذ لا تتعدى ثلث تكلفة الكهرباء النووية في بعض الدول الأوروبية.
هذا الزخم يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، التي تضع الانتقال الطاقي في قلب السيادة الوطنية، وتهدف إلى تأمين الطاقة، نقل التكنولوجيا، وتوطين سلاسل تصنيع توفر مناصب شغل وخلق قيمة مضافة محليًا.
المغرب نجم الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا
كضيف شرف الدورة الرابعة، حظيت المملكة المغربية بجلسة مخصصة في المنتدى، استعرضت خلالها إنجازاتها الاقتصادية ومشاريعها الكبرى، إلى جانب موقعها المحوري في الربط الطاقي واللوجستي بين إفريقيا وأوروبا.
المنتدى يُعد منصة سنوية لتعزيز التعاون جنوب-شمال، وتشجيع الشراكات في مجالات الطاقة، المعادن، والتكنولوجيا، في سبيل تحقيق نمو شامل ومستدام للقارتين.
هل ينجح المغرب في فرض نفسه كقوة صاعدة في خارطة الطاقة والمعادن العالمية؟
المؤشرات الاقتصادية والجيواستراتيجية ترجّح أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو هذا الهدف الطموح.
