في خطوة علمية واعدة، كشفت دراسة حديثة أجراها معهد “كاروولينسكا” بالسويد عن دور محتمل لمجموعة من المكملات الفيتامينية في تحسين التمثيل الغذائي في العين، وإبطاء تلف العصب البصري المرتبط بمرض المياه الزرقاء (الغلوكوما). الدراسة مهدت الطريق لإطلاق تجربة سريرية لاختبار فعالية مزيج يشمل فيتامينات B6، B9، B12، إلى جانب الكولين.
الغلوكوما.. القاتل الصامت للبصر
الغلوكوما من الأمراض الصامتة التي تُحدث تلفًا تدريجيًا في العصب البصري، ما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية الكلي في حال عدم التشخيص والعلاج المبكر.
رغم تعدد العلاجات التقليدية كقطرات العين والجراحة، إلا أن تباين استجابة المرضى يُبقي الحاجة مُلحّة لبدائل علاجية أكثر فعالية.
نتائج غير متوقعة حول “الهوموسيستين“
وعلى عكس الاعتقاد السائد، أظهرت الدراسة أن ارتفاع مستويات “الهوموسيستين” “وهو ناتج طبيعي في عملية التمثيل الغذائي” لم يسهم في تفاقم الغلوكوما لدى الفئران، ما يشير إلى أنه ليس المحرك الأساسي لتلف العصب البصري كما كان يُعتقد سابقًا.
الفيتامينات تُحدث فرقًا في النماذج الحيوانية
خلال التجارب على القوارض، أظهر مزيج الفيتامينات نتائج لافتة:
🔹 في الفئران المصابة بغلوكوما بطيئة التقدم، توقف تدهور العصب البصري كليًا.
🔹 أما في النماذج ذات الغلوكوما السريعة، فقد تراجعت وتيرة التدهور بشكل ملحوظ.
مسار جديد بعيدًا عن ضغط العين
اللافت في التجربة أن ضغط العين لم يكن ضمن معايير التدخل، ما يعني أن التحسن نتج عن آلية مختلفة عن الطرق التقليدية، ويشير إلى احتمال وجود مسار جديد لمعالجة المرض.
وأكد الدكتور جيمس تريبل، الأستاذ المساعد في علوم الأعصاب السريرية، أن هذه النتائج فتحت الباب لتجربة سريرية حقيقية في مستشفى سانت إريك للعيون في ستوكهولم، بهدف تقييم مدى فعالية هذه الفيتامينات على مرضى الغلوكوما.
هل تقترب لحظة التحول في علاج المياه الزرقاء؟
الأبحاث الجديدة توحي بأن مفاتيح الحماية البصرية قد تكون أقرب مما نعتقد… وربما تكمن في كبسولات يومية بسيطة.