“موندو ديبورتيفو” تشعل جدل الهوية في سبتة بعد عنوان مستفز

فؤاد القاسمي13 مايو 2025آخر تحديث :
“موندو ديبورتيفو” تشعل جدل الهوية في سبتة بعد عنوان مستفز

في لحظة كان من المفترض أن تكون عنوانًا للفرح والعودة التاريخية، تحوّل إنجاز نادي سبتة بالصعود إلى دوري الدرجة الثانية الإسبانية إلى شرارة جدل واسع، بعد أن وصفت صحيفة موندو ديبورتيفو الفريق بأنه “ثالث نادٍ من أصل مغربي” يخوض غمار كرة القدم الاحترافية.

إنجاز رياضي كبير يختنق بعاصفة الهوية

جاء هذا التوصيف عقب فوز نادي سبتة على فوينلابرادا 2-1 وضمانه العودة إلى الليغا هايبرموشن بعد غياب دام 45 عامًا، لكن الصحيفة الكتالونية أرفقت الخبر بعنوان وصفه الكثيرون بـ”الاستفزازي”، نظرًا لحساسية الانتماء السياسي والجغرافي للمدينة الواقعة شمال المغرب، والتي تعتبرها الرباط جزءًا من أراضيها المحتلة، فيما تراها مدريد “أرضًا إسبانية خالصة”.

رد رسمي غاضب: “العبارة مهينة ومرفوضة

الاتحاد المحلي لكرة القدم بسبتة لم يتأخر في الرد، حيث أصدر بيانًا شديد اللهجة وصف فيه ما ورد بـ”الإهانة الواضحة لمشاعر ساكنة المدينة”، مؤكدًا أن “سبتة هي مدينة إسبانية بالسيادة الكاملة، لا تختلف عن مدريد أو برشلونة”.

وأضاف البيان أن استخدام هذا النوع من العبارات في وسائل الإعلام “يُضفي غموضًا سياسيًا لا مكان له في الرياضة، ويضرب في الصميم انتماء المدينة وممثليها”.

مطالب بالاعتذار والتراجع عن “الزلة التحريرية

الاتحاد طالب الصحيفة بتصحيح فوري للعنوان “احترامًا لأخلاقيات المهنة الصحفية”، مع دعوة واضحة لتفادي مثل هذه العبارات التي “تجرح نسيجًا اجتماعيًا وطنيًا متماسكًا”.

واختُتم البيان بشعار لافت: “سبتة هي كرة القدم، وسبتة هي إسبانيا”.

خلفيات سياسية تضع الرياضة في مرمى الخلاف

هذا الجدل الإعلامي يعيد إلى الواجهة التوتر المزمن بين الرباط ومدريد حول مدينتي سبتة ومليلية، في وقت يزداد فيه ترقّب كل إشارة إعلامية قد تحمل دلالات سياسية، حتى وإن كانت في سياق رياضي.

فهل تعتذر موندو ديبورتيفو؟ أم أن عنوانها سيظل شاهدًا على هشاشة الخط الفاصل بين الرياضة والجغرافيا؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة