إعداد: نبيل أخلال
فيديو غامض يعيد الجرح إلى الواجهة
بعد أكثر من عام من اختفائه في ظروف غامضة، عاشت عائلة الشاب مروان المقدم لحظات من الصدمة والانهيار النفسي، عقب تداول مقطع فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي يوثّق جثة مجهولة الهوية، يُرجَّح بشدة أنها تعود لابنهم.
شقيقه، محمد المقدم، كتب تدوينة مؤثرة على صفحته الرسمية قائلاً:
“الجثة تشبه ملامح مروان، وتطابق ملابسه التي كان يرتديها يوم اختفائه.. لا نعرف هل نتمسك بالأمل أم نستعد للأسوأ.”
رحلة لم تكتمل.. ومصير مجهول
كان مروان قد اختفى بتاريخ 20 أبريل 2024، أثناء رحلة بحرية على متن باخرة أرمَاس انطلقت من ميناء بني انصار باتجاه ميناء موتريل الإسباني.
ومنذ ذلك التاريخ، لم يظهر له أثر، رغم محاولات العائلة المتواصلة للحصول على أي معلومة تقود إلي مكانه.
احتجاجات العائلة.. وصرخة في وجه الصمت
في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، نظّمت الأسرة إضرابًا عن الطعام والماء أمام إدارة الملاحة البحرية لشركة “أرماس” بمدينة الناظور، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”التجاهل المتعمّد” و”الصمت القاتل” من الجهات المسؤولة.
“لم يكلّف أحد نفسه حتى الاتصال بنا أو الرد على مراسلاتنا”، تقول العائلة بحرقة.
دعوة لتحقيق جدي: العلم وحده يُنهي العذاب
بعد تداول الفيديو، تطالب العائلة الآن بفتح تحقيق فوري في مصدر المقطع والتحقق من هوية الجثة عبر تحاليل الحمض النووي أو أي وسيلة علمية متاحة، لطي صفحة الشك والبدء في التعامل مع الحقيقة، أياً كانت قاسية.
انتظار لا يُطاق.. وأمل لا يموت
يعيش ذوو مروان دوامة من الانتظار المؤلم، بين أمل ضئيل في عودته، وخوف هائل من تأكيد فقدانه إلى الأبد. وتؤكد العائلة أن غياب الدعم النفسي والمؤسساتي زاد من معاناتهم، وجعلهم يشعرون بالعزلة وسط ألمهم المتواصل.
مأساة تتكرر.. ومطلب بالعدالة والاعتراف
قصة مروان ليست حالة معزولة، بل تعكس مأساة الكثير من العائلات المغربية التي تعيش على هامش الأمل والخوف، دون أن تجد مؤسسات ترعاها أو تُنصت لندائها.
آن الأوان لإحداث آلية رسمية تُعنى بملفات المفقودين في البحر والهجرة، وتقدّم الدعم القانوني، النفسي، والمادي للأسر التي أنهكها الانتظار.