في تطور دراماتيكي هزّ المشهد السياسي الهولندي، أعلن زعيم حزب “الحرية” اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، اليوم الثلاثاء 3 يونيو، انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي، ما أدى إلى فقدان حكومة رئيس الوزراء ديك شوف لأغلبيتها البرلمانية، وسط أزمة متصاعدة حول ملف الهجرة واللجوء.
انهيار تحالف يوليو.. نقطة اللاعودة
التحالف الرباعي، الذي تشكل بصعوبة في يوليو الماضي، كان يضم:
- حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)
- حزب الحرية (PVV)
- حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC)
- حركة المواطنين والمزارعين (BBB)
هذا الائتلاف الهش لم يصمد سوى أشهر قليلة، قبل أن تنهار ثقة الشركاء تحت وطأة التباين حول ملف الهجرة، أبرز أولويات فيلدرز المتشددة.
فيلدرز يعلن الانسحاب: “لا تنازلات.. لا ائتلاف”
في تصريحات نارية، قال فيلدرز:
“لا توقيع على خططنا المتعلقة باللجوء.. لا تعديلات على الاتفاق الإطاري الرئيسي.. حزب الحرية ينسحب من الائتلاف.”
وكان قد حذر قبل يوم فقط:
“إذا لم يتغير شيء أو لم تُجرَ تغييرات كافية، فسيغادر حزب الحرية.”
انسحاب الحزب الأكبر في البرلمان بـ37 مقعداً من أصل 150، دفع رئيس الوزراء ديك شوف إلى حافة الاستقالة، المتوقع تقديمها في وقت لاحق اليوم إلى الملك.
خطة فيلدرز للهجرة: إغلاق، طرد، وتعليق شامل
خطة زعيم حزب الحرية كانت بمثابة صاعقة سياسية، وشملت:
- إغلاق الحدود بدوريات عسكرية
- رفض جميع طلبات اللجوء على الحدود
- تعليق لم شمل العائلات للاجئين
- ترحيل السوريين الحاصلين على تأشيرات مؤقتة
- فرض حظر تام على انضمام أفراد الأسر للاجئين الموجودين
- تعليق التزامات هولندا بحصص اللجوء الأوروبية
- طرد تلقائي للمهاجرين المدانين بجرائم عنف أو جنسية
غضب داخل التحالف: “غير مسؤول” و“مدمر”
ردود الفعل من شركاء الائتلاف جاءت غاضبة، حيث وصفت كارولين فان دير بلاس، زعيمة حزب BBB، الخطوة بأنها:
“تصرف غير مسؤول. كان يملك كل الأوراق، ومع ذلك يسحب البساط من تحت أقدامه.”
من جهتها، اعتبرت نيكولين فان فرونهوفن، زعيمة NSC، القرار:
“غير مفهوم.”
أما ديلان يسيلجوز، زعيمة حزب VVD، فأكدت أنه لا وجود لاختلاف جوهري بين الأحزاب، قائلة:
“كان لدينا أغلبية يمينية. إنه يتخلى عن كل شيء من أجل غروره.”
ماذا بعد؟
انسحاب حزب الحرية يعيد هولندا إلى مربع عدم الاستقرار، وسط ترجيحات بإجراء انتخابات مبكرة، ما لم يتم التوصل إلى صيغة جديدة لتشكيل حكومة بديلة.
فيلدرز، الذي حقق صعوداً لافتاً في الانتخابات، يبدو مستعداً للرهان على جولة جديدة، على وقع شعبيته المتنامية وخطابه الشعبوي.