في عرض بحر الناظور، لا يُحكى هذه الأيام سوى عن اسم واحد يُخيف الصيادين والمهربين وحتى بعض رجال السلطة: إنه “قولولو”، الرجل الذي تحوّل من مهرب بسيط قرب مليلية المحتلة إلى “إمبراطور” تهريب البشر والمخدرات، يُلقب اليوم في الأوساط الأمنية بـ”الظل الثقيل” الذي يُخيم على كل المنافذ البحرية في الإقليم.
أخطبوط التهريب البحري… من الزوارق إلى المليارات
وفق معطيات حصرية من مصادر مطلعة، يمتلك “قولولو” شبكة لوجيستيكية متطورة، قادرة على تسيير 10 زوارق مطاطية محملة بالأطنان من الحشيش دفعة واحدة، في يوم واحد فقط، دون أن تلتقطه أجهزة المراقبة أو رادارات البحرية.
يمتد نفوذه من سواحل بني شيكر وبوقانا، إلى رأس الماء وأركمان، وهي كلها نقاط مشهورة بتواجد كثيف لعناصر المراقبة، لكن أمام “قولولو”، تنقلب المعادلات.
النفوذ بوجهين… المال والابتزاز
الأخطر في سيرة البارون، حسب المصادر نفسها، أنه يمتلك تسجيلات مرئية تُدين مسؤولاً نافذاً يتحكم في المنافذ البحرية، وهو ما مكنه من ابتزازه وتحويله إلى شريك ميداني في عدد من عمليات التهريب.
وبهذا، لم يعد قولولو فقط يشتري الصمت، بل يُنتج الخوف ويوزعه على كل من يفكر في اعتراض مساراته البحرية.
المطاردة جارية… لكن الحماية أكبر من القانون؟
رغم مذكرات البحث الصادرة في حقه، لا تزال الأجهزة الأمنية تُواصل تحرياتها لاعتقال “قولولو”، الذي يتنقل بين مخابئ آمنة خاضعة لنفوذ الدرك، ويفرض على رجاله استخدام تقنيات تمويه متقدمة.
لكن كلما ضاق الخناق، يتجدد السؤال: من يحمي قولولو؟
وإلى متى يظل “الظل الثقيل” يُخيم على سواحل الناظور دون محاسبة؟
سؤال المرحلة: هل تمتد يد الدولة لاقتلاع الأخطبوط؟
قضية “قولولو” ليست فقط حكاية بارون فوق العادة، بل اختبار صريح لقدرة الدولة على استعادة سيادتها على السواحل الشمالية.
فالمسألة لم تعد ترتبط بتهريب فقط، بل بشرعية وهيبة مؤسسات تُختبر أمام المال والولاءات المشبوهة.