في لحظة صمت غالبًا ما تُهمّش فيها أصوات المسنين، جاء تدخل عبد الجبار الرشيدي، كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، بمجلس النواب ليعيد الاعتبار لفئة منسية من المجتمع، معلنًا عن أرقام وديناميات جديدة تخص واقع كبار السن بالمغرب.
أرقام تتحدث: 92 مؤسسة لرعاية 7900 مسن ومسنة
كشف الرشيدي أن عدد مؤسسات الرعاية الاجتماعية المخصصة للمسنين بلغ 92 مؤسسة على الصعيد الوطني، تقدم خدماتها لنحو 7900 شخص، بينهم رجال ونساء أفنوا أعمارهم في خدمة أسرهم ووطنهم، واليوم يجدون في هذه المؤسسات بعضًا من الراحة والأمان.
أكثر من مأوى: رعاية، أنشطة، وإنسانية
71 مؤسسة منها متخصصة في الرعاية والتكفل الدائم، بينما تعمل نوادٍ نهارية على توفير الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب أنشطة ثقافية ورياضية تعيد للمسنين شيئًا من إيقاع الحياة. ليس فقط سقفًا يأويهم، بل محيطًا يُعيد إليهم الاعتراف بوجودهم.
نقل الخبرة بدل النسيان: الشيخوخة بداية جديدة
في تحول لافت للرؤية المؤسساتية، أكد الوزير أن خطة العمل الوطنية لـ”الشيخوخة النشيطة 2023-2030″ تسعى لتحويل نظرة المجتمع للسن المتقدمة من “نهاية” إلى “بداية مسار جديد”، يتم فيه تثمين الخبرات الحياتية للمسنين ونقلها للأجيال، إما بشكل تطوعي أو تعاقدي، في إطار القانون الجديد للعمل التطوعي التعاقدي.
من البيضاء إلى طنجة: نقاش جهوي، وذاكرة وطنية
وأعلن الرشيدي عن إطلاق سلسلة لقاءات جهوية حول حقوق الأشخاص المسنين، بدأ أولها بالدار البيضاء، على أن يُعقد اللقاء المقبل بطنجة شهر شتنبر.
لقاءات تهدف إلى بلورة رؤية وطنية متجددة تضع الإنسان المسن في قلب السياسات الاجتماعية.
كلمة أخيرة: كبر السن ليس هشاشة، بل ذاكرة الوطن
في مجتمع يُسرع خطاه نحو التحديث، تظل الشيخوخة مرآة للهوية الجماعية، وخزانًا لا يُقدّر بثمن من القيم والخبرات.
المبادرات الحالية، وإن بدت متأخرة، إلا أنها ترسم بداية مسار جديد نحو ردّ الجميل لمن سبقونا على درب الحياة.