في محاولة لامتصاص موجة الغضب التي فجرتها نسخته الأخيرة، أعلن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) عن تحديثات جديدة لتطبيقه الإلكتروني “MACNSS”، بعد أن تحوّل إلى نموذج رقمي للإقصاء بدل التيسير، وفق ما عبر عنه آلاف المستخدمين خلال الأسابيع الماضية.
خياران جديدان.. تنفّس رقمي بعد “الاختناق التقني“
التحديث الجديد يأتي بإضافة طريقتين للدخول إلى التطبيق:
- الأولى عبر تطبيق “هويتي الرقمية” (NFC)، التي تتطلب ملامسة البطاقة الوطنية للهاتف الذكي،
- والثانية – وهي الأكثر ترحيبًا – باستخدام رقم التسجيل ورقم الهاتف، ما يتيح للمنخرطين الولوج دون الحاجة لتقنيات حديثة أو هواتف متطورة.
فشل تقني أشعل الغضب.. التطبيق سجّل أسوأ تقييماته على الإطلاق
النسخة السابقة من التطبيق لم تمر بهدوء؛ بل أشعلت احتجاجات رقمية واسعة، بعد أن اقتصرت خدمات الدخول على تقنية NFC، ما أقصى شرائح مهمة من المواطنين، لا سيما من لا يتوفرون على هواتف ذكية حديثة.
النتيجة؟
تقييم التطبيق انهار إلى 1.2/5 على متجر Google Play، و2.3/5 على Apple Store، مع آلاف التعليقات الساخطة التي طالبت الصندوق بمراجعة قراراته وفهم واقع المستخدم المغربي.
خطوة متأخرة… لكنها ضرورية
التحسينات الأخيرة، وإن جاءت متأخرة، تُعتبر رد فعل مباشر على الضغط الشعبي، ورسالة مفادها أن المؤسسات لم تعد قادرة على فرض حلول تقنية بمعزل عن التجربة اليومية للمواطن.
الرقمنة لا تعني التعقيد، بل تسهيل الحياة. وما حدث مع MACNSS كشف عن هوة واضحة بين ما يُخطط في المكاتب، وما يُجرب في الشارع.
الدرس المُستفاد: الرقمنة بدون إنصات = فشل
يرى مختصون أن التحدي اليوم لا يكمُن فقط في توفير واجهات رقمية، بل في إشراك المواطن في صنع هذه الواجهات، من خلال دراسات ميدانية وتجارب واقعية، لضمان أن التكنولوجيا تخدم الإنسان، لا تعزله.
ختامًا… التطبيق تحسّن، لكن الثقة تحتاج أكثر من تحديث
تحديث التطبيق خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الثقة التي فُقدت تحتاج إلى ما هو أعمق من “زرّ تسجيل دخول”.
ما ينتظره المواطنون هو تحول رقمي بمقاربة إنسانية، حيث تكون التكنولوجيا أداة تيسير لا حاجزًا جديدًا.