في إطار تحركاته الهادفة إلى ترسيخ حضوره في السوق السياحية الأوروبية، يستعد المغرب لتنظيم ورشة عمل دولية كبرى بمدينة أكادير، من 28 شتنبر إلى 1 أكتوبر 2025، بمشاركة فاعلين مؤثرين من قطاع السياحة والسفر بألمانيا.
الورشة تمثل خطوة طموحة نحو بلوغ هدف استراتيجي: استقطاب مليون سائح ألماني سنويًا، وهو ما يشكل قفزة نوعية مقارنة بأرقام السنوات السابقة.
fvw|TravelTalk والمغرب.. شراكة تتجدد على أرض الواقع
الورشة تنظم بشراكة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة ومنصة fvw|TravelTalk الألمانية المتخصصة، وستُعقد في أحد فنادق أكادير المصنفة خمس نجوم.
وتجمع هذه المبادرة بين رؤية مغربية طموحة ورغبة ألمانية متزايدة في اكتشاف وجهات جديدة، في وقت تشير فيه الأرقام إلى ارتفاع كبير في عدد السياح الألمان الوافدين على المملكة.
2024.. عام الزخم السياحي: 859 ألف سائح ألماني يختارون المغرب
وفقًا لما أوردته المنصة الألمانية، فإن المغرب استقبل سنة 2024 حوالي 859 ألف سائح ألماني، بنسبة نمو بلغت 20% مقارنة بسنة 2023، وأكثر من 25% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.
هذه المؤشرات تعكس بوضوح تحولًا في نظرة السائح الألماني تجاه الوجهة المغربية، ورغبة حقيقية في تعميق العلاقة السياحية الثنائية.
من الشاطئ إلى الثقافة.. المغرب يوسّع عرضه السياحي بتنوع غني
الورشة الدولية ستناقش آفاق تنويع العروض السياحية الموجهة للسوق الألمانية، من خلال الترويج للسياحة الشاطئية، والرحلات الثقافية، والدراسات، والتجارب المحلية الأصيلة، إلى جانب التركيز على توسيع الربط الجوي وتحسين البنيات التحتية، استعدادًا للاستحقاقات الكبرى، وفي مقدمتها احتضان كأس العالم 2030.
برنامج غني وزيارات ميدانية.. فرص استثمارية تطرق أبواب أكادير
يتضمن برنامج الورشة زيارات ميدانية لمشاريع فندقية وسياحية جديدة، بالإضافة إلى يوم دراسي بمشاركة أبرز الفاعلين في القطاع السياحي المغربي.
كما تشمل المبادرة تغطية كاملة لتكاليف السفر والإقامة للمشاركين الألمان، في إطار دعوة مفتوحة لمدراء الشركات الراغبين في استكشاف فرص الاستثمار والتوسع داخل السوق المغربية.
رسالة المغرب واضحة: نحن مستعدون لنكون وجهتكم القادمة
بهذا التحرك الاستراتيجي، يبعث المغرب برسالة واضحة إلى السوق الألمانية: الوجهة المغربية ليست فقط مبهرة بطبيعتها وثقافتها، بل أيضًا جاهزة ببناها ومخططاتها.
ورشة أكادير ليست حدثًا عابرًا، بل لبنة في بناء علاقة سياحية قائمة على الثقة، والتبادل، والتكامل الاقتصادي.