في تصريحات نارية أثارت تفاعلات واسعة، وجّه هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محمّلًا إياه مسؤولية تدهور صورة اليهود في العالم، بسبب ما وصفه بـ”الفظائع” المرتكبة خلال الحرب على غزة، وسلوكيات تعكس انحرافًا سياسيًا خطيرًا عن القيم التي تدّعيها إسرائيل.
“وحش يرتكب الفظائع”.. بايدن يحمّل نتنياهو تبعات الحرب ووصمة التطرّف
في حوار نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست“، وصف هانتر بايدن نتنياهو بـ”الوحش”، متهمًا إياه بـاستغلال الحرب لحماية نفسه من المحاكمة، عبر إشعال مواجهة مفتوحة مع إيران، وانتهاج حملة تهجير جماعي ضد سكان غزة، تُغذّي الكراهية وتُهدد الأمن الجماعي لليهود حول العالم.
الخلط بين اليهود ونتنياهو.. أزمة تمس سمعة ملايين الأبرياء
بايدن أشار إلى خطورة ربط سياسات نتنياهو بهوية اليهود عالميًا، قائلاً:
“اليهود يُحاسبون على جرائم لا يرتكبونها. ما يحدث اليوم يجعل اليهود في مرمى الخطر، لمجرد أن نتنياهو في الواجهة”.
وأضاف: “كثير من اليهود لا يؤيدون ما يجري، لكنهم يُستهدفون كأنهم شركاء فيه”.
الرسالة إلى والده: دعم غير مشروط يعني صمتًا عن الفظائع
هانتر لم يُخفِ انتقاده أيضًا لمواقف إدارة والده، مشيرًا إلى أن جو بايدن حاول مرارًا وقف بعض أنواع الدعم العسكري، خاصة منع تسليم القنابل الخارقة للتحصينات والضغط لفتح معبر رفح، لكن هذه الجهود ظلت محاصرة بصمت واشنطن العلني.
“حتى لو قصفتم غزة كلها.. الغضب لن ينتهي“
في واحدة من أقوى عباراته، قال بايدن الابن:
“مهما فعلتم، إلا إذا قتلتم كل من في غزة، فهناك جيل بعد جيل سيظل يطارد إسرائيل والولايات المتحدة، مطاردة مبررة“، مُنتقدًا بشدة الاعتقاد بأن الحل العسكري سيُخمد جمر الغضب.
سخرية مرة من تصريحات ترامب: “غزة ليست ملعب غولف“
وعلّق بايدن بسخرية على تصريحات سابقة للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قال ذات مرة إن غزة يمكن تحويلها إلى “ملعب غولف”، قائلاً:
“هذه التصريحات تعكس انفصالًا مرعبًا عن الواقع الإنساني والسياسي“.
نتنياهو و”الذئب الإيراني”: إنذار كاذب عمره 30 سنة
اتهم هانتر بايدن نتنياهو بـتضخيم خطر إيران منذ عام 1996، معتبرًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُشبه “الفتى الذي يصرخ بالذئب“ دون أن يظهر الذئب الحقيقي، مما أفقده مصداقيته حتى لدى حلفائه.
ملف الأسرى في الظل.. والاهتمام بزفاف ابنه
واستغرب بايدن الابن تركيز نتنياهو على تفاصيل شخصية، مثل زفاف ابنه الملغى، في وقت يتجاهل فيه ملف الأسرى الإسرائيليين، قائلًا:
“لم ينطق بكلمة عن الرهائن، لأنه مشغول بذاته“، ما يزيد من عمق الاتهامات بأن الحرب تُدار من أجل مصالح ضيقة لا وطنية.
رسالة واضحة: أنا أدعم إسرائيل.. لكنني أرفض الوحشية
ختم هانتر بايدن تصريحاته بتأكيده على أن انتقاداته موجّهة لنتنياهو شخصيًا، لا لدولة إسرائيل ولا لليهودية، قائلًا:
“زوجتي يهودية، وابني يهودي، وأنا أؤمن بحق إسرائيل في الوجود بسلام.
لكن لا يمكن الدفاع عن سياسات تخلق الأعداء وتدمر الأبرياء“.