في خطوة تنذر بتحولات دقيقة في مسار الملف النووي الإيراني، عقدت طهران اجتماعًا استثنائيًا مع موسكو وبكين، لتثبيت المواقف وتنسيق الرؤى، وذلك قبل أيام فقط من استئناف المفاوضات المرتقبة مع القوى الأوروبية بإسطنبول.
ثلاثي التأثير: إيران وروسيا والصين على طاولة واحدة في طهران
الاجتماع، الذي انعقد مساء الثلاثاء بالعاصمة الإيرانية، جمع دبلوماسيين رفيعي المستوى من الدول الثلاث، في لحظة دولية بالغة التعقيد. ووفقًا لما نقلته وكالة “إرنا” الرسمية، تناول اللقاء سير المحادثات النووية وتداعيات العقوبات الغربية المفروضة على إيران.
ما بعد العاصفة: الحرب الإسرائيلية تلقي بظلالها الثقيلة على المفاوضات
اللقاء يأتي بعد أسابيع فقط من المواجهة العسكرية المباغتة بين إيران وإسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا، مخلفة وراءها مئات القتلى والجرحى من الجانبين، قبل أن تتدخل واشنطن وتعلن وقف إطلاق النار. تداعيات هذه الحرب لا تزال تُرخي بظلالها على طاولة المفاوضات، وسط محاولات لإعادة بناء الثقة وفتح قنوات تفاوض فاعلة.
إسطنبول على الموعد: مفاوضات ساخنة في أجواء باردة
من المنتظر أن تلتقي طهران مجددًا مع كل من بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، في 25 يوليو الجاري بإسطنبول، في محاولة لإحياء ما تبقى من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. هذا الاتفاق، الذي تصدع بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018، لا يزال يشكل حجر الزاوية في العلاقة المتوترة بين طهران والغرب.
عودة بلا أوهام: إيران تتسلّح بالدعم الشرقي وتختبر نوايا الغرب
إيران، التي وجدت في الصين وروسيا حليفين إستراتيجيين في وجه الضغوط الغربية، تسعى لتثبيت أوراق القوة قبل الدخول مجددًا إلى قاعة المفاوضات. أما أوروبا، التي تقود جهدًا دبلوماسيًا مترددًا، فتدرك أن أي تقدم حقيقي يتطلب ما هو أبعد من لغة التهديد والعقوبات.
المشهد الختامي… مفتوح على كل الاحتمالات
المحادثات المقبلة في إسطنبول قد تكون بداية جديدة… أو مجرد جولة أخرى في متاهة لا تنتهي. لكن المؤكد أن إيران هذه المرة تدخل السباق مدعومة بتجربة الحرب، بثقل الشراكات الشرقية، وبمرارة العقوبات، وكلها عوامل قد تُعيد تشكيل مستقبل المنطقة بأسرها.