ليلة الخميس، تحولت سواحل سبتة المحتلة إلى مسرح لأكثر الليالي ضغطاً منذ بداية صيف 2025، بعدما شهدت أزيد من 200 محاولة هجرة سرية سباحة، نفذها مهاجرون مغاربة وأفارقة، بينهم قاصرون.
تدخل مغربي – إسباني مشترك
بحسب الصحافة الإسبانية، تمكنت البحرية الملكية المغربية مدعومة بوحدات أمنية على الشواطئ من إحباط معظم المحاولات، فيما أنقذ الحرس المدني الإسباني آخرين في عرض البحر، بالتوازي مع التصدي لمحاولات أخرى لتسلق السياج الحدودي.
لكن المأساة لم تغب؛ إذ أعلنت وحدة الغواصين الإسبانية عن انتشال جثة شاب قبالة منطقة “فوينتي كابايو”، بعد أيام قليلة من دفن شاب آخر عُثر عليه منتصف يوليوز. لترتفع بذلك حصيلة الوفيات إلى 19 شخصاً منذ مطلع العام الجاري.
مراكز الإيواء تحت ضغط خانق
الضفة الأخرى تواجه بدورها أزمة إنسانية صامتة. فالمئات يواصلون التوافد نحو معابر المدينة، خاصة معبر تراخال الذي يسجل أكبر ضغط، بينما تشهد منطقة بليونش محاولات أقل انتظاماً.
اليوم، تستضيف سبتة المحتلة نحو 500 قاصر مغربي داخل مراكز الإيواء، إضافة إلى حوالي 800 مهاجر في مركز الاستقبال (CETI). الوضع بلغ مستوى جعل السلطات الإسبانية تدرس خيار نصب خيام مؤقتة للتخفيف من الاكتظاظ.
غياب المعطيات الرسمية يضاعف الغموض
ورغم هذه الأرقام، تشير التقارير إلى أنها لا تعكس سوى الحالات المرصودة رسمياً، في غياب أي إحصاءات دقيقة من وزارة الداخلية الإسبانية حول العدد الفعلي للمحاولات اليومية. وهو ما يترك الصورة غامضة، ويجعل المأساة أكبر من مجرد أرقام.
مأساة إنسانية مفتوحة على المجهول
بالنسبة للكثير من هؤلاء المهاجرين، تبقى السباحة نحو المجهول خياراً يائساً أمام انسداد الأفق الاقتصادي والاجتماعي في بلدانهم. أما البحر، فيتحول من بوابة أمل إلى مقبرة صامتة تبتلع أحلام شباب يطاردون حياة أفضل على الضفة الأخرى.