تحولت مدينة الداخلة، خلال السنوات الأخيرة، إلى منصة رياضية عالمية تستضيف تظاهرات كبرى، من أبرزها بطولة ولي العهد الأمير مولاي الحسن للكايت سورف في نسختها الخامسة عشرة، وسباق الصحراوية الذي بلغ عامه الحادي عشر.
غير أن هذا الزخم الرياضي الذي كان يفترض أن يكرّس إشعاع المدينة، بات اليوم يثير موجة من التساؤلات الحادة حول من يحتكر فعلياً خيوط هذه التظاهرات، ولماذا يبدو أن “الداخلة” الرياضية أضحت رهينة لاسم واحد فقط.
هيمنة أنثوية بلا جذور محلية
وسط كل هذا الحراك، يبرز اسم السيدة “ل. أ.”، التي أصبحت – بحسب عدد من الفاعلين المحليين – صاحبة الكلمة الفصل في تنظيم أبرز الفعاليات الرياضية بالمدينة، رغم كونها ليست من أبناء الصحراء ولا من سكان الداخلة.
هيمنة استمرت لأكثر من عقد ونصف، جعلت الكثيرين يتساءلون:
كيف تحولت مدينة بأكملها إلى منصة خاصة لشخص واحد؟
وأين هي الطاقات الصحراوية الشابة التي راكمت خبرة طويلة في التنظيم والإشراف والتدبير؟
الغائبون الحاضرون.. رسائل صامتة من المسؤولين
ما زاد من حدة الجدل هو غياب والي جهة الداخلة وادي الذهب ورئيس الجهة عن الحفل الختامي لأحدث التظاهرات، في إشارة فسّرها متتبعون على أنها امتعاض رسمي صامت من طريقة تدبير هذه الفعاليات.
حتى المجالس المنتخبة، التي يُفترض أن تكون فاعلاً رئيسياً في الدينامية الرياضية، اكتفت بتمثيل رمزي باهت عبر إرسال نائبة سادسة في حضور بروتوكولي خالٍ من أي وزن سياسي أو مؤسساتي.
الرياضة ليست امتيازاً شخصياً
في مدينة مثل الداخلة، التي صنعت مجدها الطبيعي والإنساني بجهد أبنائها، يبدو احتكار التظاهرات الكبرى من طرف جهة واحدة تناقضاً صارخاً مع روح التنمية المحلية.
الرياضة في جوهرها مشروع جماعي، لا مجال فيه للاحتكار أو “الولاء التنظيمي”.
إن أبناء الداخلة لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بحقهم في المشاركة وصون هوية مدينتهم من التمركز في يد غرباء لا يعرفون نبضها.
الداخلة تستحق أن تُدار بأيديها
الداخلة اليوم أمام مفترق طرق:
إما أن تستمر في طريق الاحتكار المقنع باسم “الخبرة”،
وإما أن تعود إلى أبنائها الذين يعرفون رملها ورياحها وملح بحرها.
فالمكان الذي حمل اسمها إلى العالم يستحق إدارة تشبهه، لا إدارة تتحدث باسمه من الخارج.
لقد آن الأوان لأن تُفتح أبواب التنظيم والمبادرات أمام الكفاءات الصحراوية، لأن لا إشعاع حقيقياً من دون انتماء، ولا بطولة تستحق هذا الاسم إن فقدت جذورها في الأرض التي تنطلق منها.