إعداد: إدريس اسلفتو – ورزازات
تشهد الطريق الوطنية رقم 23، الرابطة بين غسات ودمنات، حركية ميدانية متواصلة تعيد الأمل إلى منطقة أنهكها الزلزال، لكنها لم تفقد إرادتها في النهوض.
فالأشغال الجارية على طول هذا المحور الحيوي تسير بوتيرة إيجابية، ضمن مشروع مهيكل يهدف إلى توسعة الطريق إلى 10 أمتار وتعبيدها بعرض 7.5 أمتار، مع تجهيزها بأكتاف جانبية بعرض 1.25 متر من كل جهة.
مشروعٌ استقبلته الساكنة المحلية بترحيب واسع، لما سيشكّله من نقلة نوعية في حياة الآلاف من السكان الذين طالما عانوا من عزلة جغرافية صعبة.
مشروع يرمم الطريق.. ويعيد الحياة
يندرج هذا الورش ضمن البرنامج الخاص بتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، برؤية شاملة تجعل من البنية التحتية مدخلاً أساسياً لإعادة الإعمار والتنمية.
برصد مالي يبلغ 143 مليون درهم ومدة إنجاز تمتد إلى فبراير 2027، يُرتقب أن يفتح هذا الطريق آفاقاً جديدة أمام القرى الجبلية، من خلال ربطها بمراكز حضرية كبرى في إقليم أزيلال، وتعزيز دينامية الاقتصاد المحلي والسياحة الجبلية التي تُعد من ثروات المنطقة الطبيعية والإنسانية.
تعبئة محلية وراء النجاح
الأشغال تُنفّذ تحت إشراف مباشر من عامل الإقليم، وبمشاركة فعالة من مختلف المتدخلين المحليين، في تناغم يعكس إرادة جماعية لإنجاز المشروع في أقرب الآجال.
فالطريق لم تعد مجرد بنية تحتية، بل رمزاً للتضامن وإعادة الحياة إلى مناطق أنهكها الزلزال، حيث تشكّل هذه المشاريع حجر الأساس في استعادة الثقة والأمل لدى الساكنة.
نقل مزدوج ومدرسي.. من أجل حركة أكثر أماناً
لا تتوقف جهود السلطات عند الأشغال الكبرى، بل تمتد إلى تحسين النقل اليومي للسكان.
إذ تستفيد المنطقة من أربع خطوط للنقل المزدوج تربط جماعة غسات بجماعات مجاورة، إلى جانب 13 خطاً للنقل المدرسي تُدار بمعايير السلامة والجودة، لضمان وصول التلاميذ إلى مؤسساتهم في ظروف آمنة وإنسانية.
نحو تنمية جبال الحوز.. بروح الاستثمار
السلطات العمومية تسابق الزمن لتحفيز الاستثمار العمومي في هذه المناطق الجبلية، من أجل رفع جاذبيتها المجالية واستثمار قوتها الطبيعية والثقافية.
فمشروع الطريق الوطنية رقم 23 ليس مجرد بنية تحتية عابرة، بل جسر تنموي يعيد ربط الإنسان بالمكان، ويفتح أمام الحوز طريقاً جديدة نحو المستقبل.