سوريا: محمد عقيل
من شوارع حلب المنهكة، تخرج الوجوه متعبة والأصوات مثقلة بالأسى. بين رائحة الخبز اليابس وضجيج الأسواق، يختصر السوريون يومهم بسؤال واحد: “كيف نعيش؟“
فوضى الأسعار… لا قانون يضبط الجشع
جولة في أسواق حلب تكشف واقعاً صادماً: كل بائع بسعره، وكل متجر بعالمه الخاص. أسعار المواد الغذائية تتبدل مرات عدة في اليوم الواحد، بلا رقابة ولا مساءلة، وكأن المواطن مجرد رقم في معادلة الفوضى الاقتصادية.
غذاءٌ على المقاس… لمن يملك فقط
في زمن الانهيار، صار الناس يشترون ما يشبه ما يحتاجون إليه، لا ما يريدون حقاً.
كثيرون يقفون أمام الأكشاك عاجزين حتى عن شراء وصفة دواء أو رغيف طعام، فيما تتكدس البضائع خلف الزجاج وكأنها من عالم آخر.
⚡ بين الأمبير والخبز… مفاضلة مؤلمة
في مدينة تعيش على وقع العتمة منذ سنوات، يتحول السؤال اليومي إلى معادلة قاسية :
هل نشتري طعاماً أم ندفع ثمن الكهرباء البديلة؟
الأمبير بات منافساً للخبز على موائد السوريين، في مشهد يلخص مأساة وطن أنهكه الغلاء والفساد.
الانفجار القادم… حين تنفد طاقة الصبر
كل يوم يزداد غضب الناس، وكل ليرة تفقد قيمتها تُقربهم من حافة الانفجار.
ففي غياب الرقيب وضمور الأمل، لم يعد الصبر فضيلة… بل عبئاً ثقيلاً فوق أكتاف الجياع.