في تطور وُصف بالتاريخي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قبل لحظات عن التوصل إلى اتفاق شامل يقضي بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد شهور من القصف والدمار والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة.
الاتفاق، وفق بيان الحركة، يشمل وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وفتح المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب تنفيذ عملية تبادل للأسرى بين الجانبين.
وساطة متعددة الأطراف وصدى دبلوماسي واسع
وجاء الاتفاق ثمرة جهود مكثفة قادتها كل من قطر ومصر وتركيا، بمشاركة فاعلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كثّف اتصالاته خلال الأيام الماضية لدفع الجانبين نحو التهدئة.
وأشادت “حماس” بدور الوسطاء في تقريب وجهات النظر، مؤكدة أن هذا المسار كان ثمرة ضغوط سياسية وإنسانية متزايدة على إسرائيل لوقف الحرب التي خلفت آلاف الضحايا ودماراً هائلاً في البنية التحتية للقطاع.
دعوة إلى الضمان والالتزام
في المقابل، دعت الحركة الرئيس ترامب والدول الضامنة والأطراف العربية والإسلامية إلى ضمان تنفيذ بنود الاتفاق كاملاً، مشددة على ضرورة مراقبة انسحاب الاحتلال وتسهيل دخول المساعدات العاجلة للمدنيين.
وأكدت “حماس” أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى أن يشكّل هذا الاتفاق بداية فعلية لمرحلة جديدة من الإعمار والمصالحة الوطنية، بعيداً عن دوامة الحرب والحصار.
غزة تترقّب فجرًا جديدًا
في شوارع غزة المدمّرة، يسود صمت ثقيل يختلط بالأمل الحذر. فبين الركام، يتنفس السكان ببطء بعد إعلان الهدنة، وكأنهم يختبرون للمرة الأولى منذ شهور معنى الحياة من دون صوت القصف.
وبينما يترقب العالم الخطوات التالية، تبقى الأنظار معلّقة على ما إذا كان هذا الاتفاق سيصمد أمام تعقيدات السياسة، أم سيكون مجرد استراحة قصيرة في حرب طويلة.