رحلة سلام تنتهي بمأساة
تحولت الساعات الأولى من صباح الأحد إلى لحظة صدمة في الأوساط الدبلوماسية العربية، بعد أن لقي ثلاثة من أعضاء الوفد القطري المشارك في مفاوضات وقف الحرب في غزة حتفهم في حادث سير مروع، أثناء توجههم إلى مدينة شرم الشيخ المصرية.
وقالت مصادر أمنية مطلعة إن الحادث وقع على بعد نحو 50 كيلومتراً من المدينة السياحية، عندما انحرفت السيارة الدبلوماسية التي كانت تقل أعضاء الوفد ضمن الموكب المرافق لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ضحايا ومسؤولون في مهمة إنسانية
وبحسب المصادر، أسفر الحادث عن وفاة كل من عبد الله بن غانم الخيارين، وحسن الجابر، وسعود بن ثامر آل ثاني، فيما أصيب عبد الله بن عيسى الكواري ومحمد البوعينين بجروح خطيرة استدعت نقلهما على وجه السرعة إلى مستشفى قريب، حيث وُضعا في قسم العناية المركزة تحت إشراف فريق طبي مصري وقطري مشترك.
الوفد كان في طريقه للمشاركة في الفعاليات الخاصة بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في مهمة وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها “واحدة من أكثر مراحل الوساطة حساسية منذ اندلاع الحرب”.
تحقيقات مصرية موسعة في موقع الحادث
وفور وقوع الحادث، انتقلت الأجهزة الأمنية المصرية والنيابة العامة إلى الموقع، حيث باشر فريق من المحققين المعاينات الميدانية وفحص السيارة الدبلوماسية المتضررة.
وقالت مصادر قضائية لـ”العربي الجديد” إن خبراء الأدلة الجنائية قاموا بجمع العينات ورفع آثار الفرامل والتصادم لإعداد تقرير فني شامل حول الأسباب التقنية المحتملة للحادث، في حين أُخطرت السفارة القطرية في القاهرة رسمياً بالواقعة.
مشهد من الحزن والتضامن
لاحقاً، انتقل فريق من النيابة إلى المستشفى الذي استقبل الضحايا، لمعاينة الجثامين ومتابعة الحالة الصحية للمصابين، وسط أجواء من الأسى العميق داخل البعثة القطرية.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الحادث مثّل “ضربة موجعة” في لحظة كانت الدوحة تستعد فيها لإعلان اختراق جديد في مسار مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مؤكدة أن الوساطة القطرية ستستمر رغم الفاجعة.