في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسة الهجرة الإسبانية، أعلنت مدريد عن إطلاق تأشيرة جديدة للإقامة لمدة سنة، تتيح للأجانب دخول الأراضي الإسبانية بغرض البحث عن عمل، مع إمكانية تحويلها لاحقًا إلى إقامة عمل رسمية بمجرد الحصول على عقد موثق.
القرار يأتي في وقت تسعى فيه إسبانيا إلى سد الخصاص في قطاعات حيوية كالصحة، والهندسة، والتكنولوجيا، والفندقة، والبناء، ضمن مخطط وطني لاستقطاب الكفاءات ودعم سوق الشغل المحلي.
فئتان رئيسيتان… بين الروابط العائلية والمهارات المهنية
بحسب مكتب Lexmovea المتخصص في قضايا الإقامة والهجرة، تنقسم التأشيرة إلى فئتين رئيسيتين:
- الأولى موجهة إلى أبناء وأحفاد المواطنين الإسبان، بهدف تعزيز الروابط العائلية وجذب الجيلين الثاني والثالث من الإسبان المقيمين بالخارج.
- الثانية مخصصة لـ الأشخاص المؤهلين في المهن التي تعاني من نقص في اليد العاملة، خصوصًا في القطاعات التقنية والطبية والهندسية.
شروط دقيقة… ومسار إداري منظم
للاستفادة من هذه التأشيرة، يُشترط على المتقدمين تقديم ملف إداري متكامل يتضمن:
- جواز سفر ساري المفعول يغطي سنة الإقامة المطلوبة.
- سجل عدلي نظيف من السوابق القضائية.
- شهادة طبية تثبت خلو المتقدم من الأمراض المعدية.
- إثبات موارد مالية كافية لتغطية تكاليف الإقامة والمعيشة.
- خطة مهنية واضحة توضح كيفية البحث عن عمل وأهداف الاندماج في السوق الإسباني.
إقامة مؤقتة… ولكن بشروط صارمة
ورغم أن هذه التأشيرة تمنح إقامة قانونية لمدة 12 شهرًا، إلا أنها لا تسمح بممارسة أي نشاط مهني مدفوع الأجر خلال تلك الفترة.
ويُلزم حاملوها بمغادرة الأراضي الإسبانية فور انتهاء صلاحيتها في حال عدم الحصول على وظيفة مؤهِّلة لتحويلها إلى إقامة عمل.
أما في حال توقيع عقد رسمي، فيُتاح لحامل التأشيرة تحويل وضعيته القانونية بسهولة إلى إقامة عمل دائمة داخل إسبانيا.
كيف يمكن التقديم؟ خطوة بخطوة
يتعين على الراغبين في الاستفادة اتباع المسار التالي بدقة:
- إعداد الملف الكامل وفق المتطلبات الرسمية، مع ترجمة الوثائق إلى الإسبانية.
- حجز موعد عبر القنصلية الإسبانية في بلد الإقامة أو من خلال المنصة الإلكترونية للهجرة.
- ملء نموذج الطلب الرسمي ودفع الرسوم الإدارية المعتمدة.
- انتظار قرار السلطات الإسبانية، الذي يصدر عادة في غضون 30 إلى 60 يومًا.
- في حال الموافقة، يتم منح التأشيرة لمدة سنة قابلة للتحويل إلى إقامة عمل بمجرد توقيع عقد رسمي داخل التراب الإسباني.
فرصة للشباب الطموحين… وردّ على الشيخوخة السكانية
تُعد هذه الخطوة فرصة ذهبية للشباب الباحثين عن آفاق مهنية في أوروبا، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على اليد العاملة المؤهلة في عدد من المدن الإسبانية الكبرى.
كما تعكس هذه السياسة استجابة مدريد لتحديات الشيخوخة الديمغرافية، وسعيها إلى دعم الاقتصاد الوطني بالكفاءات الأجنبية التي يمكن أن تسهم في تجديد دينامية سوق العمل الإسباني.