إعداد : منير بناني
تعيش جهة الداخلة وادي الذهب هذه الأيام على إيقاع مشهد إنساني قاسٍ يختزل معاناة اجتماعية واقتصادية متفاقمة؛ فالعشرات من أبناء الجهة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في اعتصام مفتوح تحت برد الصحراء القارس، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش داخل مدينتهم.
اعتصام تحت البرد والجوع
ليست خيامهم المؤقتة سوى رمزٍ لصمودٍ طويل، يبيت فيه المعتصمون متحدّين الجوع والبرد، ومتشبّثين بخيط الأمل الأخير.
مشهدهم لا يحتاج إلى تعليق: وجوه متعبة، أجساد ترتجف، وعيون تحدّق في المجهول، في انتظار من يسمع الصرخة ويمدّ اليد.
من الثروة إلى الحرمان
ما يزيد المفارقة مرارةً أن هذه الاحتجاجات تنبع من منطقة تُعدّ من أغنى جهات الجنوب المغربي، بثرواتها البحرية الهائلة وموقعها السياحي الواعد، لكنّ سكانها يعيشون واقعًا مختلفًا تمامًا، تغيب فيه العدالة الاجتماعية ويُغتال فيه الأمل في التنمية المنصفة.
صرخة كرامة لا احتجاجًا عابرًا
اعتصام أبناء الداخلة ليس هروبًا من واقعٍ قاسٍ فحسب، بل مواجهة له.
إنها صرخة كرامة في وجه الإقصاء، ومحاولة أخيرة لانتزاع الحق في العيش الكريم داخل أرضٍ تغمرها الثروات وتفتقر إلى العدالة.
 
			














 
                