أكد تقرير حديث للمجلس الأطلسي الأمريكي أن تصويت مجلس الأمن الشهر الماضي على قرار تاريخي حول الصحراء يشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء نزاع دام خمسين عامًا. القرار يفتح الباب أمام حكم ذاتي حقيقي وتنمية مستدامة للشعب الصحراوي تحت السيادة المغربية، ويمثل، وفق التقرير، “مسيرة خضراء” دبلوماسية جديدة.
ديناميكية مشابهة لأمل 1975: المغرب يحقق مكاسب دبلوماسية متتالية
أوضح التقرير أن القرار الأممي جاء بعد سنوات من الزخم الدولي المتزايد حول خطة الحكم الذاتي المغربية، ويضع الأساس لحل النزاع الإقليمي بين المغرب والجزائر. واعتبر التقرير أن المغرب يعيش اليوم لحظة تشبه الأمل الذي أعقب مسيرة 1975، بعد نجاح سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية المنظمة بعناية.
نهاية الاستفتاء أو التقسيم: الحكم الذاتي يكتسب الأولوية
يشير المجلس الأطلسي إلى أن القرار يمثل منعطفًا حاسمًا في النزاع، حيث يقضي على احتمالات تقسيم الأراضي أو إجراء استفتاء، ويركز على صياغة حكم ذاتي حقيقي وتنفيذ خطة اللامركزية المتقدمة تحت راية الرباط. وأكد أن أي اقتراح سابق مثل الاستفتاء أصبح غير عملي بسبب التعقيدات الديموغرافية وحركة السكان عبر العقود الماضية.
الزخم الدولي: اعترافات أمريكية وأوروبية حاسمة
ولفت التقرير إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية اكتسبت زخماً منذ 2020، بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، تلاه دعم فرنسا وإسبانيا، ثم انضمام حلفاء دوليين آخرين بما في ذلك المملكة المتحدة وبلجيكا وإسرائيل ودول عربية وأفريقية، من خلال استثمارات ومشاريع دبلوماسية واقتصادية.
الإمارات لاعب استراتيجي: استثمار دبلوماسي وتاريخ مشترك
وأشار التقرير إلى الدور الإماراتي، مؤكداً أن أبوظبي دعمت القرار الأممي بقوة دبلوماسية عبر التواصل مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين. وأوضح التقرير أن رئيس الإمارات قضى جزءًا من سنواته التكوينية في المغرب وشارك في مسيرة خضراء في سن الرابعة عشرة. الإمارات، وفق التقرير، استثمرت 30 مليار دولار في المنطقة وافتتحت أول قنصلية عربية في العيون.
مشاريع استراتيجية: من البنية التحتية إلى الاقتصاد المستدام
أكد التقرير أن المغرب استثمر بشكل كبير في مشاريع استراتيجية في الصحراء، منها المبادرة الأطلسية لتعزيز الازدهار الاقتصادي وربط المنطقة بجيرانها، وميناء الداخلة الأطلسي بقيمة 1.2 مليار دولار، المتوقع أن يتعامل مع 35 مليون طن من البضائع سنويًا بحلول 2028.
علامة فارقة بقيادة أمريكية: مستقبل الحكم الذاتي
واختتم التقرير بأن قرار الأمم المتحدة يمثل لحظة فارقة في القيادة الأمريكية والدبلوماسية الدولية، موائمًا المجتمع الدولي مع الحل الأكثر واقعية لإنهاء معاناة دامت خمسين عامًا. ومع ذلك، شدد التقرير على ضرورة التركيز على الحكم المحلي، إدارة الموارد، وتعزيز الثقافة الصحراوية لضمان حكم ذاتي حقيقي ومسيرة خضراء ثانية سلمية.














