كشفت دراسة علمية حديثة انتشاراً مرتفعاً لجرثومة المعدة أو بكتيريا “الملوية البوابية” بين الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة بجهة الشرق.
توصل الباحثون إلى أن 51% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة مصابون بهذه الجرثومة.
وأوضحت الدراسة أن نسبة الإصابة ترتفع مع تقدم العمر، حيث تسجل أعلى نسبة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة.
وأظهرت النتائج أن الإناث يشكلن نسبة أعلى من المصابين، حيث بلغ معدل الإصابة بينهن 59%.
العوامل الاقتصادية والاجتماعية
أظهرت الدراسة أن اغلب الأطفال المصابين بجرثومة المعدة ينتمون إلى فئات اقتصادية واجتماعية محرومة.
فقد تبين أن 68% من الأطفال المصابين ينتمون إلى أسر ذات مستوى اجتماعي واقتصادي منخفض، ما ساهم في ارتفاع معدل انتشار العدوى بينهم.
الأعراض والتشخيص
أشارت الدراسة إلى أن 38.13% من الأطفال المصابين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد، أو مرض الاضطرابات الهضمية، أو السكري من النوع الأول.
كما أوضحت الدراسة أن أكثر من نصف الأطفال، بنسبة تصل إلى 72.03%، لم يستشيروا الأطباء إلا بعد معاناة من الأعراض لأكثر من ستة أشهر، مما أدى إلى تأخر التشخيص.
وأضافت الدراسة أن السبب الرئيسي للاستشارة الطبية كان ألم البطن، حيث كان موجوداً لدى 60.5% من المرضى.
التاريخ العائلي
بيّنت الدراسة أن التهاب المعدة الناتج عن الملوية البوابية سُجل لدى 2.54% من أمهات المرضى.
كما اتضح أن 3.38% من المرضى كان لديهم إخوة مصابون بالالتهاب لنفس السبب، مما يشير إلى وجود عوامل عائلية قد تسهم في انتشار العدوى.
توصيات الدراسة
توصي الدراسة بأهمية الاكتشاف المبكر لعدوى جرثومة المعدة لتجنب المضاعفات وتحسين نتائج العلاج.
وتوضح الدراسة أن التأخر في التشخيص يمكن أن يودي إلى تفاقم الحالة الصحية للمصابين وزيادة احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة.
أشارت الدراسة إلى أن جرثومة المعدة تُعتبر مصدر قلق في الممارسة السريرية للأطفال، على الرغم من أن معظمهم يظلون بدون أعراض.
ويؤكد الباحثون أن تحسين الوعي الصحي وتشجيع الأسر على استشارة الأطباء في وقت مبكر يمكن أن يساهم في تحسين حالة المصابين وتقليل معدلات انتشار العدوى.
بهذا نكون قد قدمنا لمحة شاملة عن الدراسة العلمية التي تناولت انتشار جرثومة المعدة بين الأطفال في جهة الشرق بالمغرب، مع تسليط الضوء على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والأعراض والتاريخ العائلي وتوصيات الباحثين لتحسين التشخيص والعلاج.