الجزائر تجدد محاولاتها لتقسيم الصحراء المغربية عبر تصريحات مثيرة للجدل

فؤاد القاسمي20 مارس 2025آخر تحديث :
الجزائر تجدد محاولاتها لتقسيم الصحراء المغربية عبر تصريحات مثيرة للجدل

عاد مقترح تقسيم الصحراء المغربية إلى الواجهة مجددًا، بعد طرحه من قبل المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا في أكتوبر 2024، مما أثار العديد من التساؤلات حول خلفياته وارتباطه المحتمل بالنظام الجزائري.

ورغم نفي دي ميستورا لأي دور مباشر له في النزاع، قوبل هذا المقترح برفض قاطع من المغرب وجبهة البوليساريو، بينما التزمت الجزائر بالصمت حيال الموضوع.

تاريخ الجزائر في ملف الصحراء

يستحضر هذا المقترح فكرة مشابهة طرحها المبعوث الأممي السابق جيمس بيكر في عام 2002، حيث أشارت تقارير أممية إلى دعم الجزائر لها في تلك الفترة.

وفي تطور آخر، أثار السياسي الجزائري رشيد نكاز جدلاً واسعًا بتصريحاته من مراكش، حيث دعا إلى “تقسيم الصحراء بين المغرب والجزائر”، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون السيادة عليها “جزائرية-مغربية”.

نكاز وارتباط تصريحاته بالاستراتيجية الجزائرية

تصريحات نكاز، التي اعتبرها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بمثابة “مقترح جزائري”، أُعيد من خلالها فتح النقاش حول دور الجزائر في الملف.

وأشار هلال إلى أن الجزائر قد تكون تسعى من خلال هذه التصريحات إلى تحقيق أطماعها في الوصول إلى المحيط الأطلسي، مما يعزز الشكوك حول استراتيجية جزائرية غير معلنة لإحياء فكرة التقسيم كبديل لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

تحليل سياسي واستغلال إعلامي

المحلل السياسي محمد شقير يرى أن تصريحات نكاز لم تكن عفوية، بل جزء من خطة جزائرية لإثارة ضجة إعلامية يمكن استثمارها سياسيًا.

وأضاف شقير أن نكاز اختار مراكش منصة لإطلاق تصريحاته لاستدراج السلطات المغربية لاتخاذ إجراءات قد تُستغل إعلاميًا، خصوصًا مع اقتراب دورة أبريل 2025 لمجلس الأمن، حيث سيقدم دي ميستورا إحاطته حول الملف.

النجاحات المغربية وأزمة الجزائر

من جانبه، أكد عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي، أن تصريحات نكاز هي جزء من استراتيجية جزائرية لمواجهة النجاحات الدبلوماسية المغربية التي تعزز مغربية الصحراء.

وأوضح أن هذه التصريحات تأتي كجزء من محاولة جزائرية لمنافسة مبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي نجحت في تقويض أطروحة تقرير المصير التي كانت الجزائر تروج لها.

خلاصة وتحليل

خلص بنلياس إلى أن الجزائر، في ضوء الدعم الدولي المتزايد للمقترح المغربي، تحاول إحياء فكرة التقسيم عبر تصريحات غير مباشرة، كما حدث مع نكاز.

وتهدف هذه المحاولات إلى إعادة الجزائر إلى دائرة الأحداث، بعيدًا عن التفاعل الرسمي مع قرارات مجلس الأمن أو العودة إلى آلية الموائد المستديرة لحل النزاع.

تستمر التوترات حول ملف الصحراء المغربية، وسط محاولات جزائرية لإعادة صياغة النقاش الدولي حول القضية، في مواجهة النجاحات الدبلوماسية المتزايدة التي يحققها المغرب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة