هل تنجح “دبلوماسية دي ميستورا” في كسر جمود ملف الصحراء المغربية؟

فؤاد القاسمي2 أبريل 2025آخر تحديث :
هل تنجح “دبلوماسية دي ميستورا” في كسر جمود ملف الصحراء المغربية؟

دي ميستورا يُحطّ الرحال في “تندوف”.. هل تُنقذ زيارته “السلام المتعثر” في الصحراء المغربية؟

يستعد المبعوث الأممي الخاص بالصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، لخوض جولة جديدة من “الدبلوماسية المكوكية”، حيث من المقرر أن يزور تندوف في الجزائر، للقاء قيادات جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

هذه الزيارة تأتي في أعقاب سلسلة من المباحثات الثنائية التي أجراها دي ميستورا مع مسؤولين مغاربة وجزائريين، وذلك في إطار جهوده الدؤوبة لإعادة إحياء العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، بهدف إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المُزمن.

البوليساريو” تُبدي “استعدادًا للتعاون”.. هل هي إشارة انفراج أم “مناورة تكتيكية”؟

رغم التكتّم الأممي على جدول زمني مُحدد للزيارة، أشار بيان صادر عن جبهة “البوليساريو” إلى أن دي ميستورا سيُجري لقاءات مُهمة مع قيادتها خلال الفترة القادمة.

ووفقًا للبيان، فإن الجبهة أعربت عن استعدادها “للتعاون” مع الأمم المتحدة للوصول إلى حل يُنهي صراعًا يقترب من إتمام نصف قرن على اندلاعه، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية هذا “الاستعداد” وإمكانية تحويله إلى خطوات عملية.

مجلس الأمن على خط النار.. جلسة “مغلقة” تُناقش “ملف الصحراء الشائك

تتزامن تحركات دي ميستورا مع برمجة مجلس الأمن الدولي لجلسة مغلقة يوم 14 أبريل الجاري، لمناقشة ملف الصحراء المغربية، بناءً على اقتراح من فرنسا التي تترأس المجلس هذا الشهر.

ومن المتوقع أن يُقدم كل من دي ميستورا وألكسندر إيفانكو، الممثل الخاص للأمم المتحدة ورئيس بعثة “المينورسو”، إحاطات مُفصلة تتضمن آخر المستجدات وخلاصات المباحثات التي أجرياها مع الأطراف المعنية، في محاولة لرسم صورة واضحة أمام أعضاء المجلس حول آفاق الحل.

المغرب يُجدد “دعمه المطلق” للمبادرة الأممية.. ويُشدد على “الواقعية السياسية

وفي سياق متصل، استقبل وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، المبعوث الأممي الأسبوع الماضي في العاصمة الرباط، حيث جدد الوفد المغربي التأكيد على دعم المملكة “اللامشروط” لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع.

وشدد المغرب على أن الحل يجب أن يكون “سياسيًا، واقعيًا، ومستدامًا”، وقائمًا على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الحل “الأكثر جدية ومصداقية وواقعية”، وذلك في إطار السيادة المغربية ووحدته الترابية غير القابلة للتجزئة.

رسالة ملكية “صارمة”.. المغرب يُطالب الأمم المتحدة بـ”تحمل مسؤوليتها التاريخية

وفي خطاب ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، وجه رسالة قوية إلى الأمم المتحدة، داعيًا إياها إلى “تحمل مسؤوليتها التاريخية” في هذا الملف.

وشدد الملك على ضرورة توضيح الفرق بين “الواقع الشرعي” الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين “عالم متجمد بعيد عن الواقع وتطوراته”.

هذه الدعوة الملكية تعكس موقفًا صارمًا من المملكة تجاه أي محاولات لتجاهل الحقائق على الأرض، أو تجاوز المقترحات الواقعية والمقبولة.

نافذة أمل” أم “دائرة مفرغة”؟.. مستقبل العملية السياسية في مهب الريح

مع استمرار التحركات الدبلوماسية والمشاورات الأممية، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستنجح جهود دي ميستورا في كسر جمود العملية السياسية وإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار؟

وهل ستشهد المرحلة المقبلة تقدمًا ملموسًا نحو حل يُنهي هذا النزاع المُمتد الذي استنزف الكثير من الجهود والموارد؟

وهل ستتجاوب الأطراف، وخاصة “البوليساريو”، مع الدعوات إلى “الواقعية السياسية” وتقديم تنازلات تُمهد الطريق نحو حل مقبول للجميع؟

مستقبل هذا الملف الشائك لا يزال معلقًا بين “نافذة أمل” قد تُفتح، و”دائرة مفرغة” قد تستمر في الدوران.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة