بوريطة: إفريقيا الأطلسية ليست هامشًا جغرافيًا بل قطبًا استراتيجيًا عالميًا

أسماء القاسميمنذ ساعة واحدةآخر تحديث :
بوريطة: إفريقيا الأطلسية ليست هامشًا جغرافيًا بل قطبًا استراتيجيًا عالميًا

في رسالة واضحة تعبّر عن رؤية ملكية طموحة، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، أن الملك محمد السادس، نصره الله، يعتبر الفضاء الإفريقي الأطلسي ركيزة استراتيجية ينبغي أن تتحول إلى قطب ديناميكي مؤثر عالميًا، لا مجرد هامش جغرافي.

شراكة إفريقية أطلسية برؤية متقدمة ومقاربة مستدامة

خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري الخامس لـمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية المنعقد في برايا – الرأس الأخضر، شدد بوريطة على أهمية ترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع ملموسة ومستمرة، معتبرًا أن الشراكة الإفريقية الأطلسية تمثل أفقًا جديدًا للتكامل السياسي والاقتصادي والإنساني، قائمًا على التبصر والثقة والتضامن.

كما أعاد التأكيد على التزام المغرب بـتعزيز زخم هذه الدينامية، مشيدًا بالزخم الجماعي للدول المشاركة من أجل إطلاق نموذج موحد للتنمية والازدهار الإقليمي المشترك.

مبادرة ملكية ترسم معالم تعاون إقليمي جديد

بوريطة أشار إلى أن المبادرة الملكية أطلقت أول شراكة إفريقية أطلسية من نوعها، تقوم على المسؤولية المشتركة والتكامل الإقليمي، وترتكز على محاور استراتيجية تشمل:
🔹 التنمية المستدامة
🔹 الأمن البحري
🔹 حماية النظم البيئية
🔹 التصدي للتهديدات العابرة للحدود

وأوضح أن القارة تمر اليوم بـمنعطف جيوسياسي حساس، بين ارتفاع مؤشرات الاهتمام الدولي وتحديات داخلية معقدة، ما يستدعي تسريع وتيرة التكتل الإفريقي والتنسيق العملي المشترك.

إفريقيا الأطلسية.. صوت جماعي في المشهد العالمي

دعا بوريطة إلى بناء صوت إفريقي أطلسي موحد وفاعل، من خلال:
🔹 تعزيز التكامل الإقليمي
🔹 توسيع نطاق الشراكات
🔹 ترسيخ التفاهمات الاستراتيجية طويلة الأمد

وأكد أن هذه الرؤية ليست شعارًا سياسيًا، بل ضرورة جيو-استراتيجية لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن المنتديات الوزارية مثل:
🔹 منتدى وزراء العدل (أبريل 2024)
🔹 اجتماع رؤساء البرلمانات (فبراير 2025)
🔹 مؤتمر الأمن البحري ومكافحة الإرهاب (يناير 2025)
أسهمت في تفعيل آليات التعاون وتوسيع قاعدة التنسيق.

خارطة طريق متقدمة للتكامل والريادة

التقرير التنفيذي للاجتماع سلّط الضوء على تقدم ملموس في عدة مجالات، مع اقتراح إجراءات عملية لتسريع وتيرة العمل المشترك، من أبرزها:
🔹 تنظيم لقاءات قطاعية متعددة الأطراف
🔹 إنشاء آليات تنسيق وطنية لضمان التقاطع بين السياسات المحلية والرؤية الإقليمية
🔹 اعتبار تربية الأحياء المائية قطاعًا واعدًا لتحقيق الأمن الغذائي والتشغيل والاستدامة البيئية

وجدد المغرب دعمه الكامل لتنفيذ هذه الإجراءات، مؤكدًا جاهزيته لتقاسم خبراته وتعبئة شركائه الدوليين لإنجاح الرؤية الجماعية.

إفريقيا الأطلسية.. من خريطة جغرافية إلى قوة جيوسياسية

بوريطة اختتم مداخلته بدعوة واضحة إلى تحويل الفضاء الإفريقي الأطلسي إلى منصة للانطلاق نحو تنمية شاملة واستقرار مستدام، معربًا عن ثقته في أن المستقبل يحمل تحولًا جذريًا في مكانة هذه المنطقة الحيوية، إذا ما تم الاستثمار في التعاون الجماعي والإرادة السياسية المشتركة.

فهل تصبح إفريقيا الأطلسية أحد محاور التوازن الجيوسياسي العالمي؟

المؤشرات الإقليمية والدولية توحي بأن التحول بدأ بالفعل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة