بقلم إبراهيم جنياح
في قلب إقليم الجديدة، وتحديدًا بمنطقة بولعوان، تتعمّق جراح ساكنة دوار التعاونية مع كل يوم جديد يمر بلا ماء. أزمة الجفاف التي تضرب المغرب للسنة الثامنة على التوالي لم تترك لبولعوان سوى العطش، والمزيد من الانتظار في ظل غياب حلول ملموسة.
انقطاعات يومية… وبدائل خطيرة
الماء، أساس الحياة، أصبح رفاهية مفقودة في بولعوان. السكان يُجبرون على اللجوء إلى مصادر بديلة، غالبًا ما تفتقر للسلامة الصحية، لتلبية حاجياتهم الأساسية من الشرب والطهي والغسيل.
الانقطاعات المتكررة في شبكة الماء الصالح للشرب تُثقل كاهل السكان، الذين أعربوا عن استياء عارم من غياب التدخلات الفعلية من الجهات المسؤولة.
فلاحة تحتضر… ومواشي تُباع تحت الضغط
لم تسلم الأرض ولا الحيوان من تأثير هذا الجفاف الطويل. الأراضي التي كانت يومًا خضراء تحوّلت إلى يباب، والفلاحون اضطروا إلى تقليص أنشطتهم أو التخلي عنها بالكامل.
كما أصبحت تربية الماشية عبئًا لا يُطاق مع ندرة الأعلاف وارتفاع أسعارها، مما دفع العديد من الأسر إلى بيع قطعانها بأسعار بخسة هربًا من الخسائر.
صوت بولعوان: نريد حلولًا لا وعودًا
اليوم، لم تعد الساكنة تطلب المستحيل، بل تطالب بأبسط الحقوق: الماء، والدعم، والحياة الكريمة.
دعوات تتكرر لحفر آبار جديدة، تحسين شبكة التوزيع، وتخصيص دعم ملموس للفلاحين المنهكين.
كما يُشدّد السكان على ضرورة تفعيل مشاريع تنموية حقيقية تُعزز من قدرة المنطقة على التكيف مع التغيرات المناخية التي باتت واقعًا لا مفر منه.
أزمة محلية… في قلب تحدٍ وطني
ما تعيشه بولعوان ليس معزولًا، بل يُجسّد صورة مصغّرة من تحديات أوسع تواجه المغرب في زمن ندرة المياه.
فبين مشاريع تحلية مياه البحر وخطط ترشيد الاستهلاك، تبقى الحاجة ملحة لتسريع وتيرة الإنجاز وضمان عدالة التوزيع، حتى لا تظل القرى في طيّ النسيان.
بولعوان تنادي… فهل من مجيب؟