سياسة مزدوجة: بريتوريا بين شعارات السلام ودعم المسلحين

فؤاد القاسمي22 مايو 2025آخر تحديث :
سياسة مزدوجة: بريتوريا بين شعارات السلام ودعم المسلحين

في تحوّل لافت، تشهد وسائل الإعلام الجنوب إفريقية موجة انتقادات غير مسبوقة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بسبب استمراره في احتضان عناصر جبهة البوليساريو على أراضيه، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى هذا التحالف الذي يتناقض مع شعارات السلام والاستقرار التي ترفعها بريتوريا.

اتهامات بتمويل مشبوه: تبرعات إنسانية تتحول إلى دعم عسكري

تقارير إعلامية محلية أماطت اللثام عن تورط محتمل لعناصر البوليساريو في عمليات تمويل مشبوهة، يتم عبرها تحويل التبرعات الشعبية التي تُجمع داخل جنوب إفريقيا، بزعم الأغراض الإنسانية، إلى موارد لشراء السلاح وتمويل أنشطة عسكرية في المنطقة العازلة بالصحراء الكبرى.
مصادر التحقيقات تشير إلى أن هذه الأموال تُستخدم أيضًا في دفع رواتب لمقاتلين يفرضون حصارًا على ساكنة مخيمات تندوف، أو ينفذون هجمات متفرقة على الحدود المغربية.

سياسة متضاربة: بريتوريا في مواجهة مع الإجماع الدولي

وسائل الإعلام الجنوب إفريقية لم تتردد في تسليط الضوء على التناقض الحاد بين موقف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الداعم للبوليساريو، والمواقف الدولية التي تدعو إلى تسوية سلمية للنزاع.
فيما تدعم قوى كبرى كواشنطن الاستقرار وتشجع على الحل السياسي تحت إشراف الأمم المتحدة، لا تزال بريتوريا تصطف إلى جانب جماعة تُصنّف على نحو متزايد في خانة التهديدات الأمنية والإرهابية.

من دعم مانديلا إلى دعم الميليشيات: المغرب في مرمى السياسة الجنوب إفريقية

تذكّر عدة تقارير بالدور المحوري الذي لعبه المغرب في دعم نضال نيلسون مانديلا ضد نظام الفصل العنصري، قبل أن يجد نفسه اليوم أمام موقف سياسي يراه الكثيرون بمثابة “خيانة رمزية”، حيث ينحاز الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا إلى جبهة مسلحة تتحدى السيادة المغربية وتزعزع استقرار المنطقة المغاربية.

ازدواجية الخطاب: جنوب إفريقيا بين شعار السلام ودعم الفوضى

تتسع هوة التناقض بين ما تروّجه جنوب إفريقيا من كونها صوتًا للسلام في القارة، وبين دعمها لكيان مسلح متورط في تهديدات أمنية عابرة للحدود.
تقارير محلية ودولية تشير إلى تورط البوليساريو في تهريب المساعدات المخصصة لمخيمات اللاجئين، وارتباطات مشبوهة مع شبكات تهريب السلاح وتجارة البشر.

أصوات داخلية تطالب بالمراجعة: دعم البوليساريو أصبح عبئًا دبلوماسيًا

تتصاعد أصوات من داخل الطيف السياسي والإعلامي الجنوب إفريقي مطالبةً بمراجعة عاجلة لعلاقة البلاد بالبوليساريو.
التحليلات تحذّر من أن هذا الدعم لم يعد فقط محل انتقاد خارجي، بل أصبح عبئًا أخلاقيًا وسياسيًا يؤثر على صورة جنوب إفريقيا كفاعل دبلوماسي في ملف السلام الإفريقي، خاصة في ظل التحديات الداخلية التي يواجهها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

نهاية الدعم أم بداية الانفراج؟

تلوح في الأفق ضغوط سياسية متزايدة قد تدفع حكومة جنوب إفريقيا إلى إعادة تقييم موقفها من جبهة البوليساريو، خاصة في ظل تصاعد الأصوات الدولية المصنّفة لها كجماعة متمردة تهدد الأمن الجماعي.
وفي هذا السياق، يبدو أن ملف البوليساريو في جنوب إفريقيا تجاوز البُعد السياسي، ليُصبح اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام بريتوريا بمبادئ السلام والأمن في القارة الإفريقية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة