في خطوة غير متوقعة، أعلنت مجموعة Grupo Mecánica del Vuelo Sistemas (GMV) الإسبانية، المتخصصة في البحث والتطوير والهندسة الصناعية، إغلاق فرعها في الدار البيضاء وإنهاء جميع أنشطتها بالمغرب. القرار يضع حداً لوجود استمر أكثر من عقد، مثّل خلاله الفرع المغربي القاعدة الوحيدة للمجموعة في القارة الإفريقية.
غياب التبريرات… وصدى التساؤلات
لم تكشف المجموعة عن الأسباب الرسمية وراء هذا الانسحاب، لكن مصادر متابعة تشير إلى صعوبات في استدامة أنشطتها محلياً وفشلها في تحويل الفرع المغربي إلى منصة تصدير إقليمية، بخلاف شركات أوروبية أخرى نجحت في التوسع بالمغرب، مثل FEV Group الألمانية، التي ضاعفت استثماراتها لتشمل أكثر من 150 موظفاً في سنوات قليلة.
مجموعة عريقة بطموح عالمي
تأسست “ميكانيكا الطيران” عام 1984 على يد البروفيسور خوان خوسيه مارتينيث غارسيا، وتوسعت لتخدم قطاعات متعددة: الطيران، السيارات، الأمن السيبراني، الدفاع، الفضاء، الصحة، النقل الذكي، والخدمات الرقمية.
ويقع مقرها الرئيسي في بلدة تريس كانتوس شمال مدريد، فيما تمتد شبكتها اليوم عبر أوروبا وأمريكا اللاتينية.
استحواذات وتوسع رغم الانسحاب الإفريقي
رغم قرار مغادرة المغرب، تواصل المجموعة خطوات توسعها على الساحة الدولية. ففي عام 2024، استحوذت على شركة Autek الإسبانية المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، لتعزيز حضورها في واحد من أكثر القطاعات استراتيجية وحساسية.
رقم معاملات يفضح المفارقة
تحقق GMV رقم معاملات يفوق 50 مليون يورو (500 مليون درهم)، يأتي أكثر من 75% منه من الأسواق الخارجية، عبر شبكة تشمل عشرة فروع دولية. لكن المفارقة تبقى أن المغرب، رغم موقعه الاستراتيجي وقربه من أوروبا، لم يتحول إلى بوابة إفريقية حقيقية للمجموعة، بل ظل محطة عابرة في مسار توسعها العالمي.