إعداد : منير بناني
بعد أكثر من 48 ساعة على المأساة، لا تزال مياه الأطلسي قبالة سواحل موريتانيا تلفظ أجساد المهاجرين. غرق زورق مكتظ، كان يحمل العشرات الباحثين عن أمل، انتهى بمقتل ما لا يقل عن 49 شخصاً وفقدان نحو مئة آخرين، وفق ما أكد خفر السواحل والدرك الموريتانيون لوكالة فرانس برس، الجمعة.
لحظة الانقلاب
المأساة بدأت ليل الثلاثاء – الأربعاء. كان الزورق على بُعد نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة نواكشوط، عندما لمح ركابه أضواء بلدة ساحلية. في لحظة غامرة بالأمل، تحركوا جميعاً إلى جانب واحد من القارب، فانقلب بهم في الظلام، وحوّل الرحلة إلى فاجعة.
الناجون والشهادات الصامتة
خفر السواحل قال إن إحدى دورياته تمكنت من إنقاذ 17 ناجياً فقط. أما الجثث التي انتُشلت، وعددها 49، فقد جرى دفنها سريعاً. لكن البحر ما زال يخفي عشرات المفقودين، فيما تتواصل عمليات البحث وسط تراجع الأمل.
إنسانية على المحك
وراء هذه الأرقام وجوه مجهولة، وأحلام انكسرت في لحظة. مهاجرون دفعهم الفقر واليأس والمستقبل الغامض إلى ركوب قارب هش، لا يضمن النجاة. الحادث يفتح من جديد ملف الهجرة غير النظامية في غرب إفريقيا، ويضع العالم أمام سؤال مؤلم: كم من الأرواح يجب أن تُفقد قبل أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية؟