بعد يوم واحد من فصل موظفين احتجاجًا على استخدام أنظمة مايكروسوفت في دعم الهجمات الإسرائيلية على غزة، أعلنت الشركة الأمريكية فصل موظفين آخرين، في خطوة أثارت موجة استنكار داخلية وخارجية. تأتي هذه القرارات في وقت تواجه فيه مايكروسوفت انتقادات مستمرة بشأن خدماتها وبنيتها التحتية التي يستفيد منها الجيش الإسرائيلي.
احتجاجات داخل مقر الشركة: صوت الموظفين يواجه القمع
تجمع موظفون حاليون وسابقون وناشطون أمام مقر مايكروسوفت في واشنطن الثلاثاء، احتجاجًا على دور الشركة في دعم الجيش الإسرائيلي، مطالبين بقطع العلاقات ودفع تعويضات للفلسطينيين. المظاهرة، التي وصفها المحتجون بأنها احتجاج على “إبادة الفلسطينيين”، أسفرت عن اعتقال سبعة أشخاص من قبل الشرطة أثناء تواجدهم في مكتب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، براد سميث.
مايكروسوفت: الانضباط مقابل الاحتجاج
صرّح متحدث باسم الشركة بأن تصرفات الموظفين “تتعارض بصورة مباشرة مع قيم الشركة”، مؤكداً أن التحقيقات جارية. وأوضح أن فصل الموظفين الآخرين جاء بسبب “انتهاكات جسيمة لسياسات الشركة ومدونة قواعد السلوك، ومشاركتهم في مظاهرة عرّضت سلامة موظفي الشركة للخطر”.
التكنولوجيا في خدمة الحرب: مايكروسوفت واتهامات باستخدام الذكاء الاصطناعي
تحقيقات وكالة أسوشيتد برس أوائل 2025 كشفت أن نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لمايكروسوفت وOpenAI استُخدمت جزئيًا في برنامج عسكري إسرائيلي لتحديد أهداف القصف في غزة ولبنان. بينما أفادت صحيفة “غارديان” البريطانية أن البنية التحتية السحابية “آزور” استُخدمت لتخزين المكالمات الهاتفية للفلسطينيين.
غزة تحت النار: استمرار الإبادة رغم النداءات الدولية
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبالدعم الأمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات. ويبدو أن دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاع يثير تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية للمؤسسات العالمية.