في مشهد يتجاوز حدود المجاملة الدبلوماسية، استقبل رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، إلى جانب رئيس الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات، عبد المنعم فوزي، القنصل العام لجمهورية ليبيريا بمدينة الداخلة. اللقاء لم يكن حدثًا عابرًا، بل خطوة جديدة في مسار مغربي يرسم ملامح استراتيجية أوسع للتعاون جنوب–جنوب.
الجنوب المغربي.. من الهامش إلى قلب الرؤية الملكية
هذا اللقاء يعكس بوضوح كيف تتحول الجهة الجنوبية من مجرد مجال جغرافي بعيد إلى بوابة استراتيجية للعمق الإفريقي. فالرؤية الملكية تضع الداخلة في قلب التحولات الكبرى، حيث تتقاطع التنمية المحلية مع رهانات السياسة الخارجية، لتصبح مشاريع البنية التحتية والطاقات المتجددة والصيد البحري أدوات لبناء تحالفات اقتصادية متينة.
شراكات تتجاوز المصالح الضيقة
ما ميز اللقاء ليس تبادل الكلمات، بل ما حمله من رسائل سياسية واقتصادية: المغرب لا يسعى إلى تعاون شكلي، بل إلى شراكات تقوم على التكافؤ والاستدامة. القنصل الليبيري عبّر عن إعجابه بالدينامية التنموية للجهة، ورأى فيها نموذجًا إقليميًا يمكن أن يلهم باقي دول الجنوب.
الداخلة تعرض خبرتها.. وإفريقيا تنفتح على المستقبل
من جانبه، أكد الخطاط ينجا استعداد الجهة لتقاسم خبراتها في قطاعات استراتيجية، ما يعزز حضور المغرب في القارة، ويعيد تعريف التعاون جنوب–جنوب باعتباره أداة لبناء تنمية مشتركة، لا مجرد واجهة دبلوماسية. داخلة اليوم إذن ليست فقط مدينة على الأطلسي، بل مختبر لمستقبل العلاقات الإفريقية–الإفريقية.