إعداد : منير بناني
ثوانٍ فصلت بين الرفاهية والمأساة
تحوّلت ليلة الأحد في منطقة عين الذئاب إلى مشهد مأساوي حين فقد سائق سيارة فاخرة من نوع “لامبورغيني أوروس“ السيطرة على المقود نتيجة السرعة المفرطة، قبل أن تصطدم السيارة بعنف بإحدى الأشجار وتنشطر إلى نصفين، لتشتعل بعدها بالكامل وسط ذهول المارة وصراخهم.
ما هي إلا لحظات حتى غطّى اللهب المشهد، وحوّل السيارة – التي ترمز عادة إلى الثراء والقوة – إلى رماد وصدمة جماعية.
حريق لا يُمهل… وموت في لحظة
رغم وصول عناصر الوقاية المدنية بسرعة إلى موقع الحادث، فإن قوة الانفجار الناتج عن الاصطدام كانت كفيلة بإنهاء حياة شخصين كانا على متن السيارة في الحال.
شهود عيان تحدثوا عن صوت انفجار مدوٍ تلاه لهيب كثيف ارتفع في السماء، فيما هرع المارة لمحاولة الاقتراب دون جدوى.
أحدهم قال بصوت مرتجف: “لم نرَ سوى النيران تلتهم كل شيء… لم يكن هناك وقت للنجاة.”
تحقيقات عاجلة وأسئلة مؤرقة
باشرت المصالح الأمنية تحقيقاً فورياً لتحديد ملابسات الحادث وأسباب السرعة الجنونية التي أنهت حياة الشابين، وسط دعوات متكررة إلى ضبط ظاهرة السباقات الليلية غير القانونية التي تشهدها شوارع الدار البيضاء الساحلية، خصوصاً في مناطق عين الذئاب والكورنيش.
حين يتحوّل البحر إلى مرآة للفقد
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. فقد شهدت عين الذئاب في السنوات الأخيرة سلسلة من الحوادث المميتة، ارتبطت بالتهور والسرعة واستعراض السيارات الفارهة ليلاً.
ورغم الدعوات المتكررة لتشديد المراقبة الأمنية ووضع رادارات ذكية في المنطقة، ما تزال الطرق الساحلية تتحول في بعض الليالي إلى حلبة سباق خطيرة تسرق الأرواح بصمت.
في مدينة تُعرف بإيقاعها السريع وضجيجها الدائم، تذكّر فاجعة عين الذئاب سكان الدار البيضاء أن الطريق لا يرحم أحداً، وأن رفاهية السرعة قد تخفي أحياناً وجهاً قاتلاً لا يُرى إلا في لحظة الاصطدام.