إعداد : منير بناني
ثوانٍ حوّلت رحلة عادية إلى فاجعة جماعية
لم تكن ليلة السبت عادية في إقليم سيدي قاسم.
على الطريق الإقليمية رقم 4042، قرب دوار تعاونية الحوش بجماعة الشبانات، تحولت لحظة عابرة إلى مأساة، بعدما اصطدمت شاحنة بسيارة نقل مزدوج تقل خمسة عشر شخصاً.
الاصطدام العنيف كان كفيلاً بتحويل السيارة إلى كتلة معدنية منبعجة، لتنقلب على قارعة الطريق وسط صرخات المارة وحالة من الذهول الجماعي.
تسعة أرواح تُزهق… وستة جرحى يصارعون الألم
الحصيلة ثقيلة: تسعة قتلى وستة جرحى في حالة خطيرة.
مشهد الحادث، كما وصفه أحد الشهود، كان “مفزعاً، سيارات الإسعاف تهرع، والناس يحاولون إنقاذ من بقي حياً بأيديهم العارية”.
فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية والدرك الملكي وصلت بسرعة إلى عين المكان، لتنطلق عملية إنقاذ دقيقة بين الحطام، وسط دموع الأهالي وذهول المارة الذين وقفوا أمام مشهد لا يُنسى.
التحقيق مفتوح… والأسئلة موجعة
فتحت مصالح الدرك الملكي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقاً عاجلاً لتحديد أسباب الحادث، الذي يعيد إلى الواجهة معضلة السلامة الطرقية في الإقليم، حيث تتكرر المآسي في طرق ضيقة ومتهالكة تفتقر لأبسط شروط الأمان.
حزن يلفّ سيدي قاسم… وقلوب تنزف
في المستشفى الإقليمي، سادت أجواء من الحزن والترقب.
عائلات الضحايا تنتظر التعرف على جثامين أحبائها، وأخرى تتشبث بخيط الأمل في أن ينجو المصابون.
“كانت رحلة عائلية عادية”، يقول أحد أقرباء الضحايا، قبل أن يخنقه البكاء.
في سيدي قاسم، لم يكن الحادث مجرد خبر عابر، بل جرحاً مفتوحاً في ذاكرة جماعة صغيرة فقدت أبناءها على طريق لا تزال تبتلع الأرواح بصمت.