في واحدة من أبشع القضايا التي عرفتها جهة الدار البيضاء – سطات، تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة سطات، صباح الجمعة 17 أكتوبر 2025، من توقيف رجل في الـ43 من عمره، من ذوي السوابق القضائية، للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل مروّعة في حق زوجته والتمثيل بجثتها.
من بلاغ اختفاء إلى كشف الجريمة
البداية كانت ببلاغ بسيط عن اختفاء سيدة في ظروف غامضة بمدينة ابن أحمد خلال شهر ماي الماضي.
لكن وراء الغياب، كانت تختبئ مأساة إنسانية صادمة. فقد قادت الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية، التي باشرها المحققون بتنسيق مع النيابة العامة، إلى الاشتباه في أن الزوج نفسه يقف وراء اختفاء زوجته، بعد أن وجّه لها اعتداءً قاتلاً داخل منزله.
تفاصيل تقشعرّ لها الأبدان
تُظهر المعطيات التي توصلت إليها الشرطة أن المشتبه فيه أقدم على تقطيع جثة زوجته إلى أجزاء صغيرة بمنشار كهربائي، قبل أن يتخلّص منها في منطقة خلاء ضواحي ابن أحمد، في محاولة يائسة لإخفاء معالم الجريمة.
وعند مداهمة منزله، عثرت عناصر الشرطة العلمية على أدلة دامغة: أجزاء من الجثة، ملابس يُشتبه في أنها تعود للضحية، أسلحة بيضاء، منشار كهربائي كبير الحجم، وأوانٍ وحاويات بلاستيكية استُعملت على الأرجح في نقل الأشلاء.
العدالة تتحرك… والبحث مستمر
تم نقل أشلاء الجثة إلى مختبر الشرطة العلمية والتقنية لإجراء التحاليل الجينية اللازمة للتأكد من هوية الضحية.
في المقابل، وُضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، لكشف جميع ملابسات هذه الجريمة وتحديد دوافعها الحقيقية.
مأساة تتجاوز الجريمة… إلى سؤال المجتمع
القضية لا تُختزل في تفاصيلها الدموية فقط، بل تطرح سؤالًا أعمق حول تنامي العنف الأسري وصمت الجيران والمحيط حين يتحول البيت إلى فضاء للخطر.
فوراء كل ملف جنائي، هناك قصة إنسانية مهدورة، وحياة توقفت قبل أوانها، ورسالة تذكّر بأن الأمن الأسري هو أول أركان الاستقرار الاجتماعي.