في لفتة رياضية تعبّر عن عمق العلاقات المغربية المصرية، وجّه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رسالة تهنئة إلى نظيره المصري هاني أبو ريدة، عقب تأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2026.
اللقاء الذي جمع “الفراعنة” بمنتخب جيبوتي على أرضية ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء الأسبوع الماضي، تحوّل من مجرد مباراة إلى لحظة رمزية جمعت بين روح المنافسة والأخوة العربية.
“المغرب بلدكم الثاني“
في نص الرسالة التي نشرها الحساب الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم، كتب لقجع:
“أهنئكم على التأهل المستحق لكأس العالم، وإن شاء الله يكون كأس عالم مميز لإخواننا في مصر، وأهلًا وسهلًا بكم دائمًا في المغرب بلدكم الثاني.”
وأضاف مؤكداً:
“المنتخب المصري لا يحتاج إلى ترحيب أو ضيافة في المغرب، فهذا بلدكم الثاني، وإن شاء الله يكون المغرب دائمًا فأل خير للكرة المصرية.”
كرة القدم.. لغة الدبلوماسية الهادئة
تأتي رسالة لقجع في سياق أوسع تتجاوز فيه كرة القدم حدود المستطيل الأخضر، لتعبّر عن دبلوماسية ناعمة تؤكد أن الرياضة باتت إحدى أدوات التقارب بين الشعوب.
التهنئة المغربية، رغم بساطتها، تعكس روح الجوار والتاريخ المشترك بين البلدين، حيث طالما جمعت كرة القدم المغربية والمصرية لحظات تنافسية مشتعلة، لكنها محكومة بالاحترام المتبادل والودّ الأخوي.
من الدار البيضاء إلى القاهرة.. خيط أخوّة
مشهد المباراة في الدار البيضاء، الذي انتهى بتأهل مصر رسميًا إلى المونديال، أصبح لحظة مفصلية تُروى بروح الوحدة.
فحين يكتب رئيس الاتحاد المغربي إلى نظيره المصري بهذه النبرة الودودة، فهو لا يوجّه رسالة إلى اتحاد كروي فحسب، بل إلى شعبين يجمعهما التاريخ والهوى الكروي والعروبة.
خاتمة: حين تتحدث الرياضة بلغة القلب
قد لا تصنع كرة القدم السياسة، لكنها تستطيع تهدئة توترها، وتذكير الشعوب بأن الفرح الجماعي أقوى من الخلافات.
ولعل رسالة فوزي لقجع إلى هاني أبو ريدة ليست مجرد تهنئة بالتأهل، بل دعوة مفتوحة لقراءة الرياضة كجسرٍ دائم بين ضفّتي النيل والأطلس.