في صباحٍ قاسٍ من خريف أكتوبر، دوّى خبر من سبتة المحتلة هزّ الشارعين المغربي والإسباني معًا. أمٌّ مغربية قررت مواجهة البحر بطفلها الصغير، تعبر به نحو الثغر المحتل سباحةً، في مشهد تختزل فيه معاني اليأس والأمل، والخطر والحنين، والهروب من واقع ضاغط نحو مجهول لا يقل قسوة.
تفاصيل الرحلة… أمٌّ تواجه الغضب الأزرق
وفق ما نقلته صحيفة El Faro de Ceuta الإسبانية، انطلقت المرأة من سواحل الفنيدق، مستندة إلى شجاعة أمٍّ لا تملك سوى إرادتها. كان البحر هائجًا، والرياح الشرقية تضرب بقوة، لكن الأم ظلت تسبح، تحتضن طفلها الذي تمسك بعوامة مطاطية صغيرة كأنها آخر خيط نجاة.
على بعد أمتار من معبر تاراخال، رصدتها كاميرات الحرس المدني الإسباني وهي تصارع الأمواج، قبل أن يندفع عناصر الإنقاذ نحوها لانتشالها وطفلها، في لحظات امتزج فيها الخوف بالارتياح، والدموع بصيحات النجاة.
الهجرة غير النظامية… مأساة تتكرر بوجوه جديدة
هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة مأساة الهجرة غير النظامية التي لم تعد حكرًا على الشباب، بل صارت تمسّ الأمهات والعائلات التي فقدت الأمل في العبور الآمن نحو غد أفضل.
أمٌّ في عرض البحر، تحمل طفلها في وجه العاصفة، تجسد بألم إنساني عميق ما يعيشه الآلاف من المغاربة والأفارقة على السواحل الشمالية، حين يتحول البحر إلى معبر للأحلام المكسورة.
الخلاصة… بين الموج والحدود، تختنق الحكايات
قصة هذه الأم ليست استثناءً، بل مرآة لواقع اجتماعي واقتصادي يزداد هشاشة. وبينما ينجو البعض، يبتلع البحر آخرين بصمتٍ ثقيل. إنها صرخة من قلب الموج، تذكّر بأن الهجرة ليست فقط رحلة هروب، بل أيضًا نداء حياة في وجه المستحيل.