إعداد : يوسف كركار
في مشهدٍ يعكس التحول الهادئ الذي تعرفه أقاليم الجنوب المغربي، احتضنت ملحقة عمالة إقليم أوسرد بمدينة الداخلة، صباح الأربعاء 15 أكتوبر 2025، اجتماعًا حاسمًا للجنة الإقليمية للتنمية البشرية.
اللقاء، الذي ترأسه عامل الإقليم محمد رشدي، بحضور الشيخ بنان رئيس المجلس الإقليمي والمامي اليتيم النائب الأول لرئيس جماعة بئر كندوز، إلى جانب ممثلي المصالح الخارجية والمجتمع المدني، شكّل محطة جديدة لترسيخ مقاربة تشاركية تستمع للإنسان قبل الأرقام.
من التخطيط إلى الأثر: التنمية كقضية معيشية
الاجتماع لم يكن بروتوكولًا إداريًا تقليديًا، بل منصة لتوجيه البوصلة نحو المشاريع التي تُحدث الفرق في حياة الناس.
في قلب النقاش، برزت قضية تمكين النساء والشباب، من خلال تخصيص عقارات إقليمية لإنجاز مشاريع مدرة للدخل، استفادت منها نحو 120 تعاونية، بينها 44 تعاونية فلاحية تغطي مجالات تربية الماشية والزراعات المحلية في جماعات بئر كندوز وأوسرد وتشلا.
معارض ومراكز تضامنية… اقتصاد محلي يتحرك
من بين المشاريع المهيكلة التي قُدمت خلال الاجتماع، يبرز مشروع معرض دائم للمنتجات المجالية كنافذة لتثمين وتسويق المنتوج المحلي وتعزيز روح الاقتصاد التضامني.
كما تمت المصادقة على مشروع مركز تضامني لإنتاج أعلاف الماشية ببئر كندوز لضمان الأمن الغذائي الحيواني، إلى جانب مركز لتربية الأبقار الحلوب وتثمين مشتقات الحليب، في خطوة عملية نحو تنويع مصادر الدخل ودعم الفلاحة الاجتماعية.
الزراعة المستدامة… من الأرض إلى الأعشاب الطبية
ولأن التنمية في أوسرد ترتكز على استدامة الموارد، فقد أطلقت المبادرة مشروع مستنبت تضامني للأعشاب الطبية والعطرية والنباتات المحلية، يهدف إلى تثمين الثروات الطبيعية دون المساس بتوازنها البيئي.
كما تم تعديل ستة مشاريع زراعية لتخصيصها لإنتاج الشعير المستنبت، في رهان جديد على الرفع من المردودية وتحسين جودة الإنتاج الفلاحي بالإقليم.
تنمية بالإنصات… والتقائية تصنع الفرق
ما ميز الاجتماع هو الروح الجماعية التي جمعت مختلف الفاعلين المحليين حول رؤية واحدة: جعل التنمية أداة لتحسين حياة المواطن.
فمن خلال الالتقائية والتنسيق بين المؤسسات، تسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى ضمان نجاعة المشاريع، وتوجيه الاستثمارات نحو ما يصنع التغيير الملموس في الميدان، لا في التقارير.
رؤية متجددة… وأفق واعد لأوسرد
هذا الزخم التنموي الذي تعرفه أوسرد ليس وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية استراتيجية يقودها عامل الإقليم، قائمة على جعل الإنسان محور التنمية.
بين المشاريع الفلاحية والتضامنية والاجتماعية، يكتب الإقليم فصلاً جديدًا من قصته مع التنمية المستدامة… قصة عنوانها العمل المشترك وغايتها الكرامة.