ورزازات إعداد: إدريس اسلفتو
من تحت أنقاض الزلزال… تولد مدرسة جديدة
في مشهد يرمز إلى قوة الإرادة وروح التضامن، شهد دوار أنميتر بجماعة تلوات، إقليم ورزازات، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، حفل تدشين مشروع إعادة بناء وتأهيل مدرسة أنميتر، التي كانت قد تضررت بشدة جراء زلزال الحوز لسنة 2023.
المدرسة الجديدة لم تكن مجرد مشروع بنائي، بل رمز لعودة الحياة إلى منطقة عرفت الألم، وتبحث الآن عن الأمل في عيون تلاميذها الصغار.
شراكة متعددة الأطراف تعيد للتعليم نبضه
المشروع جاء ثمرة تعاون بين جمعية أنميتر للتنمية والأعمال الاجتماعية، وبنك التغذية، ومؤسسة أزورا بأكادير، والمديرية الإقليمية للتعليم بورزازات، في إطار جهود وطنية لإعادة تأهيل البنيات التعليمية المتضررة ودعم التمدرس بالمناطق القروية.
التدشين عرف حضور ممثلين عن مختلف القطاعات، من المديرية الإقليمية للتعليم، ومؤسسة بنك التغذية، ومؤسسة أزورا، والمجلس الإقليمي والغرفة الفلاحية، إضافة إلى فعاليات المجتمع المدني المحلي، في صورة جماعية تجسد التلاحم من أجل مستقبل الأطفال.
رسالة أمل من أنميتر إلى المغرب
في كلمته بالمناسبة، أكد محمد بورهان، رئيس جمعية أنميتر للتنمية والأعمال الاجتماعية، أن هذا المشروع “يجسد أسمى معاني التعاون والتكافل بين مختلف المتدخلين”، مشيراً إلى أن الجمعية ستواصل دعم المشاريع التي تخدم الساكنة وتعزز الحق في التعليم بالمناطق القروية.
وأضاف أن إعادة افتتاح المدرسة تمثل محطة رمزية في مسار الإعمار وإحياء الأمل، ودليلاً على فعالية الشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية والخاصة.
المدرسة التي رممت الذاكرة قبل الجدران
عبّر الحاضرون عن اعتزازهم بهذا الإنجاز الذي يعيد لأطفال المنطقة فضاءهم الطبيعي للتعلم والنمو، مؤكدين أن المشروع سيساهم في تحسين ظروف التعليم والتدريس، وتمكين التلاميذ من متابعة دراستهم في بيئة آمنة ومجهزة.
وهكذا، تتحول مدرسة أنميتر من أنقاض الزلزال إلى منارة صغيرة للأمل، تؤكد أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان.