تستعد الولايات المتحدة لإرسال وفد قنصلي رفيع إلى مدينة الداخلة خلال الأيام المقبلة، في خطوة وُصفت بأنها مرحلة تمهيدية قبل افتتاح قنصلية أمريكية رسمية بجهة وادي الذهب، بحسب ما أورده موقع أفريكا أنتليجنس.
الزيارة المرتقبة تحمل دلالات دبلوماسية عميقة، إذ تأتي في لحظة رمزية تتزامن مع احتفالات المغرب بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، الحدث الوطني الذي كرّس السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.
رسالة دعم واضحة لقضية الصحراء المغربية
التحرك الأمريكي يعيد تأكيد الموقف الثابت لواشنطن في دعم الوحدة الترابية للمملكة، ويُترجم على الأرض اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، بعد إعلان إدارة ترامب سنة 2020.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء إداري، بل تعبير سياسي متجدد عن التزام الولايات المتحدة بمساندة رؤية المغرب لتنمية أقاليمه الجنوبية وتحويلها إلى نموذج إقليمي للسلام والاستثمار.
الداخلة.. بوابة المغرب نحو إفريقيا والأطلسي
اختيار الداخلة لاحتضان القنصلية الأمريكية ليس صدفة. فالمدينة الواقعة على ضفاف الأطلسي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مركز اقتصادي صاعد، وجسر استراتيجي يربط بين إفريقيا وأوروبا والأمريكتين.
وتسعى الرباط إلى جعلها عاصمة جديدة للدبلوماسية الاقتصادية الإفريقية، من خلال مشاريع البنية التحتية الكبرى، والاستثمارات البحرية والطاقية، التي جعلت منها قبلة للشركات والمستثمرين الدوليين.
واشنطن تعمّق شراكتها مع الرباط
تأتي الخطوة في إطار العلاقات الإستراتيجية المتنامية بين المغرب والولايات المتحدة، المبنية على الثقة والتعاون الأمني والاقتصادي المتقدم.
وبينما يرى المراقبون أن افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة سيشكل لحظة رمزية في تاريخ الدبلوماسية بين البلدين، فإنها تمثل في الوقت ذاته ترجمة ملموسة لاعتراف واشنطن بالدور الريادي للمغرب في استقرار شمال إفريقيا والساحل، وبجهوده في تعزيز الحوار والتعاون جنوب-جنوب.














