قفزة نوعية في التصريح الطوعي
تمكنت عملية العفو الضريبي التي أقرها قانون المالية لسنة 2024 من تحقيق أرقام غير مسبوقة، حيث تضاعفت قيمة الأصول المصرح بها خلال 24 ساعة فقط لتصل إلى 10,000 مليار سنتيم.
هذه الطفرة الاستثنائية من المتوقع أن تترجم إلى عائدات ضريبية تقدر بنحو 500 مليار سنتيم، مما يعزز الإيرادات المالية للدولة.
خطوة نحو الثقة والشفافية
يعكس النجاح الهائل لهذه العملية تحولاً جوهريًا في العلاقة بين المكلفين والإدارة الضريبية.
التصريح الطوعي جاء تتويجًا لاستراتيجية جديدة تقوم على بناء الثقة وتشجيع الالتزام الطوعي من خلال تقديم تسهيلات قانونية وإعفاءات من الغرامات السابقة، مما يحفز الشركات والأفراد على تسوية وضعياتهم المالية بشفافية.
تفاصيل محفزة للمكلفين
العفو الضريبي يوفر فرصة ذهبية للمكلفين لتصحيح وضعياتهم الضريبية، مع إعفائهم من العقوبات والغرامات المرتبطة بتأخر التصريح، شرط تقديم معلومات دقيقة عن أصولهم المالية وسداد الضرائب المستحقة.
هذا الإطار التشريعي شجّع الكثيرين على الانخراط في العملية، مدفوعين بتسهيلات غير مسبوقة ودعم استشاري شامل.
جهود توعوية مكثفة
لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا الحملات التوعوية التي أطلقتها الإدارة الضريبية، مستعينة بوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. كما نظمت لقاءات مباشرة وورش عمل استهدفت شرح العملية وتبسيط إجراءاتها، مما أسهم في إزالة التردد وتسهيل مشاركة أكبر عدد ممكن من المكلفين.
انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني
مع توقع عائدات مالية ضخمة، تُعدّ هذه العملية دفعة قوية للمالية العامة، مما يتيح للدولة موارد إضافية لتمويل المشاريع التنموية الكبرى وتحسين الخدمات الأساسية.
كما أنها تسهم في خلق مناخ اقتصادي أكثر شفافية يعزز من جاذبية الاستثمار المحلي والدولي.
التزام مستمر بالإصلاح الضريبي
أكدت الإدارة الضريبية التزامها بمواصلة تبني سياسات ضريبية مرنة وعادلة، تهدف إلى تعزيز الامتثال الطوعي وبناء نظام ضريبي أكثر شفافية ومساءلة.
العفو الضريبي يُعتبر جزءًا من رؤية بعيدة المدى لتحقيق التوازن المالي وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
نموذج جديد للشراكة بين الدولة والمواطنين
تضع هذه العملية حجر الأساس لنموذج جديد في العلاقة بين الإدارة الضريبية والمكلفين، يقوم على الشراكة بدل الصراع، وعلى الشفافية بدل الإخفاء، مما يعكس التوجه الحديث نحو بناء نظام اقتصادي مستدام يخدم الجميع.