في خضم استمرار التجاذبات الإقليمية حول ملف الصحراء المغربية، تحاول الجزائر مجددًا استغلال منصبها كرئيس دوري لمجلس الأمن الدولي لشهر يناير، لتكرار مواقفها التقليدية بشأن القضية، دون تقديم رؤية جديدة تخدم حل النزاع.
مواقف جامدة وتصريحات مستهلكة
أعاد عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، طرح مواقف بلاده الرافضة للسيادة المغربية على الصحراء، واصفًا النزاع بأنه “قضية محورية بالنسبة للجزائر وإفريقيا”.
جاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث ركز على ترويج مواقف مألوفة لنظام بلاده، متجاهلًا الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف على الصعيد الدولي.
تجاهل المبادرات الواقعية
رغم الدعم المتزايد الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي ومستدام للنزاع، تصر الجزائر على موقفها المتشدد، مفضلة خطابًا تقليديًا يعكس عقيدة العداء المستمر تجاه المغرب.
في المقابل، تؤكد المملكة المغربية التزامها بإيجاد حل سياسي متوافق عليه، يقوم على الواقعية ويعزز الأمن والتنمية في المنطقة.
آراء معارضة
صرح وليد كبير، صحافي جزائري معارض، بأن تصريحات ممثل الجزائر في الأمم المتحدة “لم تحمل أي جديد”، مشيرًا إلى أن النظام الجزائري “يوظف قضية الصحراء كذريعة للبقاء السياسي، مما يعيق أي نية حقيقية لحل النزاع”.
وأكد كبير أن الجزائر لم تنجح في إدراج الملف ضمن أولويات مجلس الأمن خلال رئاستها الحالية، ما يعكس محدودية تأثيرها على الساحة الدولية.
رؤية مغربية بناءة
على الجانب الآخر، شدد عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، على أن “المغرب يتبنى نهجًا دبلوماسيًا أكثر مرونة وفاعلية”، مشيرًا إلى المشاريع التنموية الكبرى التي تنفذها المملكة في أقاليمها الجنوبية، والتي تعزز ارتباط هذه المناطق بالسيادة المغربية.
وأكد البلعمشي أن “السياسة المغربية ترتكز على التعاون الإقليمي والشراكات الاستراتيجية، ما يمنحها تفوقًا دبلوماسيًا واضحًا”.
الحاجة إلى تغيير النهج الجزائري
دعا البلعمشي الجزائر إلى تبني سياسة خارجية أكثر انفتاحًا، قائلًا: “الجزائر بحاجة إلى تغيير جذري في نهجها، والتركيز على التعاون الإقليمي والتنمية بدلًا من التمسك بالصراعات”.
وأوضح أن العالم يتجه نحو بناء شراكات مستدامة وحلول تعاونية للتحديات المشتركة، وهو ما يتطلب من الجزائر التكيف مع هذا الواقع لتحقيق مصالحها ومصالح المنطقة بأسرها.
استنتاجات
بينما تستمر الجزائر في استغلال منابرها الدولية لتكرار أطروحات تقليدية، يظل المغرب ماضيًا في تعزيز موقعه الإقليمي والدولي عبر سياسة تنموية ودبلوماسية متزنة.
الواقع الجديد يتطلب تحولًا جذريًا في سياسات الجارة الشرقية، بما يخدم السلام والاستقرار الإقليميين ويعزز التعاون بدل النزاع.Bas du formulaire