تونس والمغرب: هل تكسر الدبلوماسية جمود ثلاث سنوات من التوتر؟

فؤاد القاسمي19 يناير 2025آخر تحديث :
تونس والمغرب: هل تكسر الدبلوماسية جمود ثلاث سنوات من التوتر؟

تبذل السلطات التونسية جهودًا حثيثة لإعادة الدفء إلى العلاقات مع المغرب، التي تضررت إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو خلال قمة “تيكاد” اليابانية الإفريقية في تونس عام 2022.

هذه الخطوة أثارت غضب الرباط، ما أدى إلى سحب البلدين لسفيريهما وتوتر دام قرابة ثلاث سنوات.

مساعٍ دبلوماسية لتجاوز الخلاف

تعمل وزارة الخارجية التونسية على تجاوز الجمود الدبلوماسي من خلال مبادرات تهدف إلى إعادة بناء الثقة مع المغرب، في إطار مساعي تونس للحفاظ على توازن علاقاتها مع عواصم المغرب الكبير.

وبينما ترفض السلطات الإفصاح عن العقبات التي تواجهها، تؤكد مصادر دبلوماسية أن تونس عازمة على طي صفحة الخلافات وفتح قنوات حوار جديدة.

انتقادات محلية للرئاسة التونسية

في الداخل، تواجه الرئاسة التونسية موجة انتقادات من سياسيين وحقوقيين يتهمونها بالانحياز للطرح الجزائري في ملف الصحراء المغربية، وهو ما اعتبروه سببًا رئيسيًا في تأزيم العلاقات مع الرباط.

 ودعا هؤلاء إلى تغليب لغة المصالح المشتركة والحوار البناء لإصلاح ما أفسدته المواقف المتشنجة.
رغم محاولات التهدئة، لم تلق تصريحات الرئيس سعيد حول “حق الشعوب في تقرير مصيرها” قبولًا لدى الرباط، التي اعتبرتها إشارة ضمنية لدعم البوليساريو، مما زاد من حدة التوترات.

موقف مغربي صارم

من جانبها، وصفت الرباط استقبال زعيم البوليساريو في تونس بأنه “سابقة خطيرة”، مؤكدة أن هذه الخطوة تمس بمصالح المغرب العليا ومشاعر شعبه.

وفي خطاب حاسم، شدد الملك محمد السادس على أن قضية الصحراء المغربية هي المحك الحقيقي لصدق الشراكات الدولية للمملكة، داعيًا الدول إلى تحديد مواقفها بوضوح دون لبس.

تساؤلات حول نوايا التهدئة

في ظل هذه التوترات، يبقى السؤال: هل تنجح تونس في استعادة ثقة المغرب، أم أن العقبات الحالية ستظل حجر عثرة أمام أي تقارب محتمل؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة